فتاوى الحج: هل يُباح التوكيل في رمي الجمرات بسبب الزحام الشديد؟”

مع اقتراب موسم الحج، وتكرار حالات الزحام الشديد في مشعر الجمرات، يكثر التساؤل حول حكم التوكيل في رمي الجمرات عند عدم القدرة على الأداء شخصيًا بسبب الزحام، والتحديات التي تواجه الحجاج في هذا الركن الأساسي من مناسك الحج.
في هذا التقرير نستعرض أبرز الفتاوى الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع، ونوضح آراء كبار العلماء واللجان الدينية.

الزحام وأثره على أداء مناسك الحج:

يعتبر رمي الجمرات من أهم أركان الحج، وهو واجب على كل حاج أن يؤديه بنفسه. ومع تزايد أعداد الحجاج، تتسبب الزحام الشديد في مشعر الجمرات في صعوبة الحركة، وربما تعرض بعض الحجاج للإصابات أو عدم القدرة على إتمام الرمي.

حكم التوكيل في رمي الجمرات:

بحسب فتاوى لجنة كبار العلماء والمفتي العام للملكة العربية السعودية، فإن التوكيل في رمي الجمرات جائز شرعًا في حالات الضرورة، خاصة إذا تعذر على الحاج أداء الرمي بنفسه بسبب الزحام أو العجز البدني.

الفتوى الأساسية: يُسمح للحاج بتوكيل شخص آخر لأداء رمي الجمرات نيابة عنه إذا كان هناك مانع حقيقي مثل الزحام الشديد أو المرض.

شروط التوكيل: يجب أن يكون الموكل عاقلاً، ومسلمًا، ويقوم بالرمي نيابة عن الموكل بدون مقابل، وأن يكون التوكيل واضحًا ومحددًا

آراء فقهية مختلفة:

تباينت آراء العلماء في جواز التوكيل بين:

الجواز في الضرورة فقط: حيث يعتبر التوكيل مباحًا فقط إذا عجز الحاج عن الأداء.

التحذير من التوكيل المتكرر: ينصح بعض العلماء بأداء المناسك بنفسه ما لم تكن هناك ضرورة، لتجنب التهاون في أداء الفريضة.

تجارب الحجاج ومواقف واقعية:

روى بعض الحجاج تجاربهم مع الزحام الشديد في رمي الجمرات، وكيف لجأوا إلى التوكيل لمساعدتهم على إكمال المناسك، مؤكدين أهمية التنظيم والوعي الديني لتجنب المشاكل.

نصائح دينية وإرشادات للحجاج:

التخطيط الجيد لأداء الرمي في الأوقات الأقل ازدحامًا.

طلب المساعدة من المشايخ أو المرشدين الشرعيين في حال الحاجة إلى التوكيل.

الالتزام بالتعليمات الصحية والأمنية لتفادي الحوادث.

في ظل التحديات التي يواجهها الحجاج في مشعر الجمرات، يأتي التوكيل كحل شرعي مرن يراعي الظروف الواقعية دون التهاون في أداء المناسك.
ويبقى الالتزام بالتعليمات الدينية والأمنية هو الضمان الأهم لأداء حج ميسر وسليم.