حوادث وقضايا

اوكرانيا تضرب جسر القرم تحت الماء:عمليه نوعيه تزعزع رواية موسكو

هجوم تحت الماء يستهدف قلب الاحتلال الروسي ويربك مسار الحرب

 

في تصعيد لافت ضمن حرب الاستنزاف المستمرة بين موسكو وكييف، أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية (SBU) تنفيذ عملية “تخريبية كبيرة” استهدفت الجسر الرابط بين شبه جزيرة القرم وروسيا، باستخدام متفجرات زرعت تحت الماء، ما ألحق أضرارًا بالغة بدعائمه الأساسية.

ويُعد الجسر، الذي افتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 2018 بطول 19 كيلومترًا، رمزًا بارزًا للسيادة الروسية على القرم وممرًا لوجستيًا حيويًا لدعم القوات الروسية المنتشرة في جنوب أوكرانيا.

 

عملية دقيقة وسرية: طن من المتفجرات تحت الجسر

جهاز الأمن الأوكراني كشف أن الهجوم خُطط له على مدى عدة أشهر، واستخدم أكثر من طن من مادة TNT شديدة الانفجار، مضيفًا أن القاعدة الهيكلية للجسر “تضررت بشدة”.

ونشرت SBU لقطات تُظهر الانفجار وهو يتصاعد من تحت الماء، مع تطاير الحطام في الهواء، وصورًا للأضرار البالغة على أحد جوانب الجسر.

 

رسالة سياسية وعسكرية مزدوجة

العملية تأتي في أعقاب هجوم بطائرات مسيرة نفذته أوكرانيا مؤخرًا على قاعدة استراتيجية للقاذفات الروسية في موسكو، وهي الثانية خلال أيام تستهدف أصولًا روسية مهمة، في وقت تتزايد فيه الشكوك الدولية حول قدرة كييف على قلب موازين الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ويُنظر إلى هذه الضربة كرسالة رمزية موجهة ليس فقط لموسكو، بل أيضًا للإدارة الأمريكية الحالية، في محاولة من كييف لإعادة صياغة الرواية بأن “أوراقها محدودة” في ساحة المعركة.

 

رد روسي: اتهامات بالإرهاب وهجمات انتقامية

في رد فعل مباشر، اتهمت لجنة التحقيق الروسية أوكرانيا بارتكاب “أعمال إرهابية”، مشيرة إلى أن تفجير جسرين للسكك الحديدية خلال عطلة نهاية الأسبوع أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة 113 آخرين، بينهم أطفال، نتيجة لانحراف قطارين عن مسارهما.

كما شهدت مدينة سومي شمال شرقي أوكرانيا هجومًا صاروخيًا روسيًا أوقع أربعة قتلى و25 جريحًا، في تصعيد وصفه الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنه دليل على نية موسكو في مواصلة الحرب دون هوادة.

 

الكرملين: لا تتوقعوا اختراقات سريعة في محادثات السلام

وفي الوقت الذي تشهد فيه ساحة المعركة تصعيدًا، خفف الكرملين من سقف التوقعات بشأن المفاوضات الجارية مع كييف في إسطنبول، مؤكدًا أن “القضية شديدة التعقيد وتتضمن الكثير من التفاصيل الدقيقة”.

رغم تبادل خرائط طرق للسلام وإتمام صفقة تبادل للأسرى، رفضت موسكو الدعوة الأوكرانية لوقف إطلاق نار غير مشروط، واقترحت بدلاً من ذلك هدنة جزئية مؤقتة لمدة يومين أو ثلاثة في بعض النقاط على الجبهة.

 

موسكو تضع شروطًا لوقف القتال

وبحسب وثيقة كشفتها وسائل الإعلام الروسية، تشترط موسكو للقبول بوقف الهجمات أن تنسحب القوات الأوكرانية من أربع مناطق شرقية وجنوبية أعلنت روسيا ضمها سابقًا بشكل أحادي.

هذا الشرط قوبل برفض أوكراني صريح، فيما أكد الكرملين أن عقد قمة بين قادة روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة “غير مرجح في المستقبل القريب”.

 

زيلينسكي يتحرك دبلوماسيًا ويدعو لتشديد العقوبات

على الصعيد الدبلوماسي، وصل رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، إلى الولايات المتحدة برفقة نائبة رئيس الوزراء، يوليا سفيريدينكو، لبحث تعزيز الدعم الدفاعي وتوسيع العقوبات المفروضة على روسيا.

وقال يرماك عبر “تلغرام”: “نخطط لمناقشة الدعم العسكري والوضع على الأرض، بالإضافة إلى سبل تشديد العقوبات على روسيا”.

 

قمة الناتو: دعوة زيلينسكي تضعف حجة المعارضين

وفي تطور مهم، أكد الرئيس الأوكراني أنه تلقى دعوة رسمية لحضور قمة الناتو المقررة في لاهاي نهاية يونيو الجاري، معتبرًا أن عدم دعوته كان سيُفسر كـ”نصر لروسيا”.

وكانت بعض التقارير قد تحدثت عن توتر محتمل بين زيلينسكي وبعض مسؤولي إدارة ترامب، ما أثار الجدل حول مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.

 

جسر القرم: هدف دائم لعمليات كييف

الهجوم الأخير هو الثالث من نوعه منذ بدء الغزو الروسي الشامل في 2022. ففي أكتوبر من نفس العام، فجرت شاحنة مفخخة جزءًا من الجسر، ثم أعلنت أوكرانيا في يوليو 2023 تنفيذ عملية ناجحة باستخدام طائرة بحرية مسيّرة.

رغم إصلاح الجسر في كل مرة، إلا أن استمرار استهدافه يؤكد على رمزيته الاستراتيجية وكونه “شريانًا حيويًا” للإمدادات العسكرية الروسية، وفق ما أكده اللواء فاسيل ماليك، المشرف على العملية الأخيرة في SBU، الذي شدد على أن “أي مظهر من مظاهر الاحتلال سيُقابل برد صارم”.

عزة طارق

صحفية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى