زفاف المليارات والهروب الكبير: كيف أطاحت عوامات مطاطية بأحلام بيزوس في البندقية
زفاف بيزوس وسانشيز وسط احتجاجات

وسط ضجيج المليارات والطائرات الخاصة، يُقام هذا الأسبوع حفل زفاف جيف بيزوس، ثالث أغنى رجل في العالم، وخطيبته لورين سانشيز. لكن خلف الأبواب المغلقة والابتسامات المصطنعة، تكشف القصة عن شيء أعمق من مجرد احتفال فاحش بالثراء: إنها حكاية عن الغطرسة، والذوق الغريب، وقوة الناس العاديين.
كان من المقرر أن يُعقد الزفاف في قلب مدينة البندقية، في قاعة تاريخية من القرن السادس عشر، محاطة بالقنوات ومهيأة لاستقبال مشاهير مثل أوبرا وينفري، وكيم كارداشيان، وإيفانكا ترامب، عبر سيارات الأجرة المائية المفتوحة. ولكن سكان المدينة كان لهم رأي آخر.
حركة احتجاجية محلية باسم “لا مكان لبيزوس” هددت باستقبال الضيوف العظماء بنسخ عملاقة من التماسيح المطاطية. فهرب بيزوس، بمعنى الكلمة، إلى موقع أقل مركزية. وصرّح المتحدث باسم الحركة لتلفزيون بي بي سي قائلًا: “نحن لا نملك شيئًا، لا مال، لا نفوذ – ونحن فخورون بذلك!”.
لكن القصة لا تقتصر على المكان فقط، بل على اختيارات بيزوس ذاتها. فالرجل الذي بنى إمبراطورية أمازون، وغزا الفضاء، وحوّل نفسه من مهووس تكنولوجيا نحيل إلى نسخة كرتونية من سوبرمان، اختار شريكة حياة تقترب أسلوبياً من مدرسة التجميل “مارا-لاغو” التي تمثلها نساء عالم “ماجا” السياسي: شفايف متضخمة، خدود مجوفة، وملامح مشدودة تبدو وكأنها نُحتت بيد فنان يائس.
لورين سانشيز، مقدّمة البرامج السابقة والطيارة المخضرمة، تبلغ من العمر 55 عامًا. وبالرغم من الفارق الضئيل بينها وبين بيزوس، فإن اختياره لها لا يبدو كمغامرة حب متوهجة، بقدر ما يبدو جزءًا من نمط رجولي صارخ، يفضل نساءً بمظهر موحد، و”مُحكم التشكيل”.
والأمر لا يتعلق بالجراحات التجميلية في حد ذاتها، بل بتبني نمط جمالي لا يُخفي اصطناعيته، بل يبالغ فيها. وكأن الأغنياء في هذا العالم لا يكتفون بالسيطرة على الاقتصاد، بل يرغبون في قولبة أجساد النساء من حولهم، وربما – وهذا ليس ببعيد – أذواقهم أيضًا.
أما الكوميديا الخالصة، فهي أن رجلاً بثروة 223 مليار دولار قد اضطر لتغيير خطط زفافه بسبب بضعة سكان غاضبين يحملون عوامات بلاستيكية. ولم تكن هذه المرة الأولى: في مايو الماضي، رفعت الحكومة المكسيكية دعوى ضد شركة غوغل بسبب تغيير اسم “خليج المكسيك” إلى “خليج أمريكا” لمستخدميها في الولايات المتحدة، بعد قرار من ترامب.
وإذا لم يكن ذلك كافيًا، فمجموعات مثل “كلنا نكره إيلون” بدأت في الظهور، مطالبةً الأغنياء بدفع ضرائبهم بدلًا من حجز مدن تاريخية لمراسم زواج لا تهم أحدًا.
وفي النهاية، نُبارك لجيف ولورين، زواجهما في مدينة لا تريد وجودهما، أمام 200 ضيف لا يعرفونهما، في احتفال بالنقود لا بالعقل. مبروك للعروسين – وهنيئًا للبندقية!