لماذا لقبت أم كلثوم بنت عقبة بالممتحنة؟ تفاصيل نادرة من السيرة
من هي أول امرأة هاجرت بعد الحديبية؟ تعرف على أم كلثوم الصحابية

في واحدة من أهم الصفحات المضيئة في تاريخ الإسلام، تعد أم كلثوم أول امرأة هاجرت من مكة إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية. هذا الحدث لم يكن عاديًا، بل مثّل تحديًا كبيرًا للمرأة المسلمة في تلك المرحلة، حيث اتخذت أم كلثوم قرارًا فرديًا شجاعًا بالهجرة، رغم القيود الاجتماعية، وضغوط الأسرة، والمخاطر السياسية. كانت هجرَتها إعلانًا عن ولائها للإسلام، واستقلالها في الإيمان، وثقتها في مستقبل الدعوة.
ضمن سلسلة “صحابيات حول النبي”
في شهر رمضان المبارك، تقدم سلسلة “صحابيات حول النبي”، ونتناول بشكل يومي شخصية نسائية من النساء اللاتي عاصرن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). هذه السلسلة تسلط الضوء على نساء صنعن التاريخ بصبرهن وإيمانهن ومواقفهن البطولية، وتُظهر كيف كانت المرأة شريكة حقيقية في بناء المجتمع الإسلامي الأول، روحًا وميدانًا، في الحرب والسلم، في الدعوة والبيت.
نسبها ومكانتها وزيجاتها
شخصية هذا اليوم هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي الأموي. تنحدر من بيت أموي قرشي عريق، لكنه كان معاديًا في بداياته للإسلام، وهذا ما جعل موقفها أكثر جُرأة وأشد إلهامًا. عُرفت أم كلثوم بإيمانها الراسخ، وشاركت في الحياة المدنية الجديدة في المدينة المنورة، حيث تزوجت من الصحابة الكرام: زيد بن حارثة، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن العاص، رضي الله عنهم جميعًا.
تمييز بين شخصيتين باسم “أم كلثوم”
من المهم هنا الإشارة إلى وجود شخصيتين تحملان اسم أم كلثوم، ولهما فضل ومكانة. الأولى، وهي موضع حديثنا اليوم، هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، الصحابية المجاهدة والمهاجرة. أما الثانية فهي أم كلثوم بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي توفيت بسبب مرض ألمّ بها، وقد مكثت في فراش المرض حتى توفيت. كان عمرها وقت وفاتها 27 سنة. ودُفنت بجوار أختها رقية، رضي الله عنهما.
الممتحنة.. التي نزل بشأنها وحي
الممتحنة هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط. وقد لُقبت بهذا الاسم نسبة إلى نزول آيات من سورة الممتحنة فيها وفي من هم في وضعها من النساء المؤمنات اللاتي هاجرن دون إذن أوليائهن الكافرين. تزوجت في المدينة من زيد بن حارثة، ثم من الزبير بن العوام، ثم من عبد الرحمن بن عوف، وأخيرًا من عمرو بن العاص، ما يدل على ثقتها ومكانتها بين الصحابة الكبار.
ابنة أشقى القوم.. وصوت الإيمان في وجه الكفر
أبوها هو عقبة بن أبي معيط، الذي كان من أشد المعارضين للإسلام والمسلمين، وكان يُعرف بأنه “أشقى القوم”. وقد عُرف بعدائه الشديد للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حتى أنه كان من الذين شاركوا في إيذاء النبي جسديًا ونفسيًا في بدايات الدعوة بمكة. وعلى الرغم من هذا الإرث، اختارت أم كلثوم الإسلام عن قناعة، وواجهت أهلها، لتصبح نموذجًا خالدًا للمرأة المؤمنة التي تتبع الحق رغم العوائق.