شتيمة ترامب تثير الجدل السياسي والإعلامي عالميًا
تصريح غاضب من ترامب يعيد النقاش حول لغة الساسة وحدود اللياقة

أثارت شتيمة ترامب التي تفوّه بها على الهواء مباشرة هذا الأسبوع موجة من الجدل، بعدما خرج عن النص وأطلق كلمة نابية خلال حديثه إلى الصحفيين، في مشهد عكس انفعالًا واضحًا وسط تصعيد حاد بين إسرائيل وإيران.
الحدث لم يكن مجرد لحظة غضب، بل أعاد طرح سؤال قديم: هل يُقرّب الخطاب العفوي السياسيين من الناس أم يُفقدهم هيبتهم؟
في التصريح، قال ترامب غاضبًا: “لدينا في الأساس دولتان تتقاتلان منذ زمن طويل إلى حد أنهما لم تعودا تعلمان ما اللعنة التي تفعلانه!”، ثم غادر المكان دون استكمال الحديث.
وتُعد هذه أول مرة يستخدم فيها رئيس أمريكي شتيمة من هذا النوع علنًا أمام الكاميرات، وليس من خلال تسريب أو زلة لسان كما حدث في فترات سابقة.
الأمر لم يكن مجرد لفظ، بل جاء في لحظة مشحونة بالتوتر، ما منح شتيمة ترامب وزنًا رمزيًا يعكس إحباطًا يشعر به كثير من المتابعين. ورغم أنه اعتاد استخدام لغة حادة في خطاباته، إلا أن هذه اللحظة بدت مختلفة.
السياسي واللغة غير الرسمية
استخدام السياسيين للألفاظ الحادة ليس جديدًا، لكنه كان دائمًا حبيس الغرف المغلقة. ريتشارد نيكسون وليندون جونسون استخدما الشتائم، لكن ليس أمام الكاميرات. أما ترامب، فكسر هذا الحاجز.
ورغم الانتقادات، يرى البعض أن مثل هذه اللحظات تجعل السياسي أقرب للناس، في زمن أصبحت فيه الخطابات الرسمية مملة ومنفصلة عن الواقع.
الصدق لا يُقاس بالشتائم… لكنه قد يظهر من خلالها
بالطبع، لا يمكن اعتبار الشتائم دليلًا على المصداقية، خصوصًا حين تأتي من شخصية جدلية مثل ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، وأسهم مؤخرًا في التصعيد العسكري. لكن رغم ذلك، فإن لحظات الانفعال تُفسَّر أحيانًا على أنها لحظة صدق نادرة.
هل يجب أن تتغير لغة السياسة؟
المشهد الإعلامي العالمي تغير؛ الناس أصبحوا يتحدثون بصراحة، واللهجات العامية وصلت إلى نشرات الأخبار. وفق إحصائيات حديثة، أكثر من 90% من البريطانيين يستخدمون الشتائم. فلماذا لا يُظهر السياسيون أنهم جزء من هذا الواقع؟
في وقت تتشابك فيه الأزمات العالمية، ويغيب فيه الوضوح عن كثير من المواقف، قد تكون شتيمة ترامب – رغم كونها غير لائقة – واحدة من أكثر اللحظات السياسية صدقًا هذا العام.