الاقتصاد

هل وصل الذهب إلى ذروته وسط تغيرات اقتصادية واضطرابات في الأسواق العالمية؟

تغير الطلب العالمي وتوقعات التضخم يضعان سعر الذهب في مفترق طرق

مع تجاوز سعر الذهب حاجز 3,250 دولارًا للأوقية في الأسابيع الأخيرة، بدأ بعض المستثمرين والمحللين يتساءلون: هل وصلت موجة الصعود هذه إلى نهايتها؟

مؤشرات من التاريخ ومن المستثمرين أنفسهم

“في استطلاع حديث لبنك أوف أمريكا، أعرب حوالي 50% من مديري الصناديق العالمية”

في استطلاع حديث لبنك أوف أمريكا، أعرب حوالي 50% من مديري الصناديق العالمية عن اعتقادهم بأن الذهب مبالغ في قيمته، وهي النسبة الأعلى منذ بدء هذا الاستطلاع. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن حالات مماثلة في 2011 و2020 تلتها تراجعات حادة استمرت لسنوات، ما يشير إلى أن الوضع الحالي قد لا يختلف.

لماذا يتغير المزاج الآن؟

يرى روبرت أرمسترونغ، كاتب التقرير، أن ذروة القلق المرتبطة بالرسوم الجمركية وإدارة ترامب قد انتهت، ومع ثبات السعر عند مستويات مرتفعة وغياب محفزات جديدة، قد يدخل الذهب فترة من الثبات أو التراجع.

دورة صعود الذهب الحالية أطول من السابق

“ضغوط على أسعار الذهب، خاصة مع عودة المستثمرين الغربيين من خلال صناديق المؤشرات المتداولة”

يُشير محللون مثل حمد حسين من “كابيتال إيكونوميكس” إلى أن دورة صعود الذهب الحالية تجاوزت عمر الدورات السابقة التي كانت تستمر عادة من ثلاث إلى أربع سنوات. كما يتوقعون أن يؤدي تعافي الدولار الأميركي إلى ضغوط على أسعار الذهب، خاصة مع عودة المستثمرين الغربيين من خلال صناديق المؤشرات المتداولة.

من يقود الطلب على الذهب اليوم؟

على عكس الفترات السابقة، يقود الطلب الحالي على الذهب المؤسسات الآسيوية والبنوك المركزية، وليس المستثمرون الأفراد أو الماليون الغربيون. وإذا عاد التوازن لصالح الغرب، فإن أسعار الفائدة الحقيقية وقوة الدولار ستؤثر بقوة على سعر الذهب.

التضخم وتأثيره على الذهب

بينما كان القلق سابقًا يتركز على التضخم قصير الأجل، باتت الأسواق تراقب توقعات التضخم طويلة الأجل التي بدأت ترتفع تدريجيًا، رغم تراجعها على المدى القصير نتيجة تخفيض الرسوم الجمركية على الصين. استمرار ارتفاع توقعات التضخم طويلة الأجل قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، حتى مع ضعف سوق العمل.

الخلاصة: الذهب بين الذروة وعدم اليقين

“التوازن بين الشرق والغرب في سوق الذهب قد يتغير مجددًا”

ربما يكون الذهب قد بلغ ذروته، لكن ليس فقط بسبب العوامل التقليدية، بل لأن قلق الأسواق بدأ في التراجع. التضخم قد لا يعود سريعًا، لكن مخاطره طويلة الأجل في تصاعد، ما يضع الفيدرالي الأميركي في موقف معقد. كما أن التوازن بين الشرق والغرب في سوق الذهب قد يتغير مجددًا، مما يزيد من عنصر عدم اليقين.

اقرا ايضا:

إغتيال مفاجئ لصندوق دعم العدالة المالية

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى