الشرق الأوسط على حافة الانفجار: تصعيد عسكري واسع بين إسرائيل وإيران
صواريخ متبادلة وضحايا بالعشرات في تل أبيب وطهران

في ثالث أيام التصعيد، شهدت منطقة الشرق الأوسط تطورًا ميدانيًا غير مسبوق، حيث شنت إسرائيل ضربات جوية مباشرة على منشآت حيوية داخل إيران، شملت مواقع تابعة لوزارة الدفاع ومنشآت للطاقة، فيما ردّت طهران بإطلاق وابل من الصواريخ استهدفت العمق الإسرائيلي.
رغم نجاح منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض غالبية الصواريخ، تمكنت نحو 24 منها من اختراق المنظومة، ما أدى إلى تدمير مبنى سكني شاهق في مدينة بات يام جنوب تل أبيب، وأسفر الهجوم عن مقتل 10 أشخاص، بينهم 3 أطفال، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 200 آخرين.
النفط تحت النار… واستهداف البنية التحتية
الهجمات لم تقتصر على الجبهة العسكرية، بل طالت البنية التحتية للطاقة لدى الطرفين. فقد أصيب أحد أهم المصافي النفطية في مدينة حيفا بصاروخ إيراني، مما تسبب في أضرار بخطوط أنابيب ونقل. وأعلنت شركة “بازان غروب” اضطرارها لإغلاق بعض منشآتها كإجراء احترازي.
في المقابل، استهدفت إسرائيل منشآت نفطية إيرانية في طهران ومحافظة بوشهر على الخليج، ما أدى إلى اندلاع حرائق وتعطيل جزئي لبعض خطوط الإنتاج.
يعد هذا التصعيد في استهداف مصادر الطاقة مؤشرًا خطيرًا على توسع دائرة الاشتباك ليشمل الاقتصاد إلى جانب الجوانب العسكرية.
مواقف دولية وتصريحات نارية من واشنطن
في ظل هذا التصعيد، تدخلت القوى الدولية على الخط، حيث حذر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من المساس بالمصالح الأمريكية، وكتب على منصاته:” إذا تعرضنا لهجوم من إيران، فسترد واشنطن بقوة غير مسبوقة”.
في المقابل، حاول ترامب فتح باب الوساطة، معلنًا استعداده لرعاية اتفاق ينهي النزاع، بعد محادثات أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأمير قطر تميم بن حمد.
وفيما توقفت المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، لمح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى إمكانية التهدئة، مشيرًا إلى أن الردود الإيرانية ستتوقف “إذا أوقفت إسرائيل غاراتها”.
ضحايا مدنيون وتحذيرات من تصعيد أوسع
المدنيون كانوا الضحية الأبرز لهذا التصعيد، إذ أعلنت السلطات الإيرانية مقتل عشرات المواطنين، بينهم أكثر من 30 طفلًا، جراء قصف إسرائيلي طال برجًا سكنيًا في طهران.
اما الجانب الإسرائيلي، زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موقع الهجوم في بات يام، متوعدًا إيران بدفع “ثمن باهظ”، مؤكدًا استمرار العمليات العسكرية في الأيام القادمة.
وأفادت مصادر عسكرية أن إسرائيل ستكثف ضرباتها ضد منشآت ذات استخدام مزدوج (مدني وعسكري)، فيما دعت السلطات السكان المقيمين قرب المصانع الحربية الإيرانية إلى إخلاء منازلهم فورًا.