في تطور عسكري لافت، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها شنت سلسلة من الضربات الدقيقة داخل العمق الروسي، استهدفت منشآت عسكرية حساسة وألحقت أضرارًا جسيمة بإحدى أهم السفن الحربية الروسية. فقد تم ضرب الفرقاطة الصاروخية الروسية من طراز Buyan-M أثناء تمركزها في بحيرة “أونيغا” بجمهورية كاريليا، في هجوم يعد الأول من نوعه بهذه المنطقة البعيدة عن خطوط الجبهة. وأكدت كييف أن العملية جاءت في إطار استراتيجية توسيع نطاق العمليات الدفاعية لتشمل أهدافًا في العمق الروسي، مشيرة إلى أن تقييم حجم الأضرار ما زال جاريًا.
إصابة مؤلمة للبحرية الروسية
تُعد سفن Buyan-M من أبرز المنصات الصاروخية التي تعتمد عليها موسكو في توجيه ضربات دقيقة طويلة المدى ضد المدن والمنشآت الحيوية الأوكرانية. فهذه القطع البحرية الصغيرة الحجم، والمزودة بصواريخ “كاليبر” المجنحة، لعبت دورًا محوريًا في استهداف البنى التحتية للطاقة والمناطق المدنية منذ اندلاع الحرب. وتشير التقارير الأوكرانية إلى أن تضرر هذه السفينة يمثل ضربة مؤلمة لقدرات روسيا الهجومية، ويكشف في الوقت ذاته عن توسّع مدى القدرات العملياتية لأوكرانيا لتصل إلى مناطق لم تكن يومًا في مرمى نيرانها.
هجوم منسق يطال منشآت نفطية استراتيجية
ولم تقتصر الضربات الأوكرانية على الأهداف البحرية، إذ شملت أيضًا منشآت طاقة حيوية في عمق الأراضي الروسية. فقد استهدفت طائرات مسيّرة أوكرانية مصفاة النفط “كيريشينفت أورجسينتاز” في مقاطعة لينينغراد، وهي من أكبر منشآت تكرير النفط في روسيا بطاقة سنوية تقارب 18.4 مليون طن. وأسفرت الضربة عن سلسلة انفجارات وحرائق ضخمة داخل الموقع، بينما تواصل السلطات الروسية تقييم الأضرار. هذا الهجوم، بحسب المراقبين، يوجّه ضربة مؤثرة لقطاع الطاقة الروسي الذي يشكل أحد أهم أعمدة الاقتصاد الوطني ومصدر تمويل رئيسي للمجهود الحربي.
ضربات تشلّ القدرات الصاروخية الروسية
وفي تطور موازٍ، أكدت كييف تنفيذ هجمات دقيقة في منطقة كورسك الروسية استهدفت نظام رادار متطور من طراز “غارمون” ومركبة نقل تابعة لمنظومة الصواريخ الباليستية القصيرة المدى “إسكندر”. وتهدف هذه العملية، وفق البيان الأوكراني، إلى تقويض قدرة روسيا على تنفيذ ضربات صاروخية جديدة ضد المدن الأوكرانية. كما استهدفت القوات الأوكرانية مركز قيادة تابعًا للجيش الروسي الثامن في دونيتسك المحتلة، وتمكنت من تدميره بالكامل، ما يعد انتكاسة جديدة في سلسلة خسائر موسكو الميدانية خلال الأشهر الأخيرة.
كييف: نواصل إضعاف القدرات الروسية
أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن هذه الضربات تأتي ضمن حملة “منهجية ومدروسة” تهدف إلى تدمير البنية التحتية العسكرية الروسية وتقليص قدراتها القتالية والاقتصادية. وأشارت في بيانها إلى أن القوات الأوكرانية ستواصل استخدام تكتيكات الحرب غير المتكافئة عبر استهداف مواقع عسكرية في العمق الروسي، معتبرة أن هذه العمليات تمثل تحوّلًا في مسار الحرب وتعبيرًا عن ثقة متزايدة بقدراتها الدفاعية والهجومية على حد سواء.
اقرا ايضا
فايننشال تايمز: هل تستطيع باريس وبرلين إنقاذ مشروع المقاتلة المشتركة
