عربي وعالمي

حصار وتجويع وقصف متواصل..غزة فى صراع يومي للبقاء

يشهد قطاع غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية غير مسبوقة، حيث تتداخل معاناة الجوع والمجاعة مع ويلات القصف المستمر الذي يطال المدنيين بلا هوادة. فمنذ السابع من أكتوبر 2023 يعيش الفلسطينيون في غزة حصارًا خانقًا وعدوانًا متواصلاً برًا وبحرًا وجوًا، خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، معظمهم من النساء والأطفال. وفي ظل هذا الواقع، بات الجوع سلاحًا آخر يهدد حياة السكان، إذ يعاني مئات الآلاف من سوء التغذية الحاد، بينما تستمر المستشفيات في استقبال حالات حرجة يوميًا. وبينما يحذر المجتمع الدولي من كارثة إنسانية وشيكة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياساته التصعيدية التي تزيد معاناة المدنيين وتفاقم الأزمة الصحية والمعيشية في القطاع.

تحذيرات دولية من كارثة إنسانية تتفاقم مع تصعيد الاحتلال في غزة

 

ارتفاع ضحايا المجاعة في غزة

 

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة ضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفعت إلى 387 شهيدًا، بينهم 138 طفلاً، بعد تسجيل ست حالات وفاة جديدة خلال الساعات الماضية. وأكدت الوزارة أن ما يقارب 900 ألف طفل يعانون من الجوع، بينهم 70 ألفًا دخلوا مرحلة سوء التغذية الحاد، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية واسعة النطاق.

وتشير تقارير أممية إلى أن معدلات سوء التغذية تضاعفت بين الأطفال دون سن الخامسة منذ مارس وحتى يونيو الماضي، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي الذي يقيّد دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، ويضع المدنيين، خصوصًا الأطفال، أمام خطر الموت جوعًا.

حصار غزة يفاقم المجاعة ويهدد آلاف الأطفال بالموت جوعًا

قصف متجدد يزيد المأساة

 

بالتوازي مع أزمة المجاعة، يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف على مدينة غزة، حيث أسفر هجوم جديد استهدف خيمة نازحين عن استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين، بينهم أطفال. وتتعرض مناطق مختلفة من القطاع لغارات جوية وقصف مدفعي وبحري متواصل منذ فجر الأحد، استهدف أبراجًا سكنية وأحياء مأهولة بالمدنيين.

ووفق وزارة الصحة، فقد ارتفع إجمالي ضحايا العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى أكثر من 64,368 شهيدًا، معظمهم نساء وأطفال، إلى جانب إصابة 162,367 آخرين، في حصيلة غير نهائية مع بقاء آلاف الضحايا تحت الأنقاض. وتواجه طواقم الإسعاف صعوبات هائلة في الوصول إلى المصابين نتيجة الدمار الهائل والقصف المتواصل.

أطفال غزة بين الجوع والقصف في صراع يومي للبقاء

كارثة إنسانية بلا أفق

 

تتراكم مآسي غزة بين حصار غذائي خانق وقصف عسكري متواصل، ما يضع القطاع على حافة كارثة إنسانية غير مسبوقة. ومع ارتفاع أعداد الشهداء جراء المجاعة وسوء التغذية، وازدياد ضحايا القصف اليومي، يجد المدنيون أنفسهم محاصرين بين الموت جوعًا أو تحت الأنقاض.

في المقابل، تواصل المؤسسات الدولية إطلاق تحذيرات عاجلة بضرورة إدخال المساعدات الإنسانية ووقف العدوان، إلا أن الواقع الميداني يؤكد أن الأزمة تتفاقم يومًا بعد يوم، في ظل غياب حلول سياسية أو ضغوط دولية حقيقية قادرة على إنهاء معاناة سكان القطاع وإعادة الحياة إلى طبيعتها.

اقرأ أيضاً

انخفاض حركة البريد الدولي إلى الولايات المتحدة يربك 88 دولة حول العالم

صرخة إنسانية إلى العالم

 

أمام هذه الكارثة المتفاقمة، لا يملك أطفال غزة ونساؤها سوى الصمود في وجه الجوع والقصف معًا، فيما تتضاعف معاناتهم يومًا بعد يوم. إن استمرار الحصار والعدوان يهدد بفناء جيل كامل، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية عاجلة لوقف نزيف الدم وتجنيب المدنيين ويلات المجاعة.

غزة اليوم لا تحتاج سوى إلى التضامن الفعلي وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال الغذاء والدواء، إلى جانب تحرك دولي جاد يضمن وقف القصف المستمر. تبقى صرخة سكان القطاع نداءً للعالم بأسره: أنقذوا غزة قبل فوات الأوان.

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى