انتخابات مولدوفا تعزز التوجه نحو أوروبا وتضعف نفوذ موسكو

احتفظ حزب العمل والتضامن (PAS) الموالي لأوروبا، بقيادة الرئيسة مايا ساندو، بأغلبيته البرلمانية في الانتخابات التي جرت الأحد. ومع فرز 99.9% من الأصوات، حصل الحزب على 50.03%، أي ما يعادل 55 مقعدًا من أصل 101. في المقابل، لم تتجاوز الأحزاب الموالية لروسيا بقيادة الرئيس السابق إيغور دودون نسبة 24.26%.
انتصار يفوق التوقعات
النتيجة جاءت أفضل من توقعات استطلاعات الرأي التي رجحت فقدان الحزب الحاكم لأغلبيته، وهو ما كان سيقيد خطط ساندو لدفع البلاد نحو عضوية الاتحاد الأوروبي خلال عقد.
موسكو تحت الضغط
ساندو اتهمت روسيا بتكثيف تدخلها في الانتخابات عبر:
ضخ مليارات الدولارات لدعم الأحزاب الموالية لها.
حملات دعائية مضادة للغرب.
محاولات شراء أصوات الناخبين.
وقد شهد يوم الاقتراع هجمات إلكترونية وبلاغات كاذبة بوجود قنابل في مراكز تصويت بالخارج.
أوروبا تتنفس الصعداء
رحبت بروكسل بالفوز، إذ كتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين:
“لقد اخترتم أوروبا والديمقراطية والحرية. بابنا مفتوح وسنقف معكم في كل خطوة.”
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد بدوره دعم بلاده لمولدوفا في مسارها الأوروبي رغم محاولات التدخل والضغط.
تحديات ما بعد الفوز
رغم الانتصار، يبقى الطريق نحو الاتحاد الأوروبي طويلًا ومعقدًا. أمام كيشيناو عقبات رئيسية أبرزها:
إصلاحات مؤسسية واقتصادية مطلوبة.
ملف إقليم ترانسنيستريا الانفصالي حيث يتمركز نحو 1,500 جندي روسي.
مشاكل داخلية مثل التضخم، تباطؤ النمو، وتزايد الهجرة.
موسكو ترفض وتطعن
الكرملين نفى اتهامات التدخل واعتبرها “مزاعم معادية لروسيا”. بينما أعلن دودون رفضه النتائج بحجة وجود “انتهاكات انتخابية”، داعيًا أنصاره إلى احتجاج سلمي أمام البرلمان.
سياق تاريخي
منذ استقلالها عام 1991، ظلت مولدوفا تتأرجح بين الانفتاح على بروكسل والارتباط بموسكو. لكن استفتاء 2024 الذي أقر فيه الناخبون جعل الانضمام للاتحاد الأوروبي هدفًا دستوريًا، أعطى دفعة قوية لمسار ساندو.