تقارير التسلح

طائرة “يوم القيامة” الجديدة للبحرية الأمريكية تحمل اسمًا رمزيًا: “فينيكس 2”

نقلة تكنولوجية: الجاهزية المستقبلية الاسواء

في خطوة تحمل دلالات رمزية تتعلق بالردع النووي والبعث من الرماد، أعلنت البحرية الأمريكية رسميًا عن الاسم الذي ستحمله طائرتها المستقبلية ضمن برنامج “توكامو” (TACAMO)، حيث أطلقت عليها اسم “E-130J فينيكس 2” (Phoenix II)، في إشارة إلى الطائر الأسطوري المعروف بالخلود والتجدد.

 

إرث عسكري يعود إلى جذوره

 

الطائرة الجديدة E-130J تمثل الجيل المقبل من منصة القيادة والسيطرة الجوية في زمن الحرب النووية، وستحل محل الأسطول الحالي من طائرات E-6B “ميركوري”، والتي خدمت منذ أكثر من ثلاثة عقود كمركز قيادة جوي استراتيجي وقناة اتصال رئيسية بين القيادة السياسية والعسكرية الأمريكية وقوات الردع النووي، خصوصًا الغواصات الحاملة للصواريخ الباليستية.

 

ما يجعل الاسم “فينيكس 2” مناسبًا بحسب قائد البرنامج، الكابتن روجر ديفيس، هو أنه يعكس عودة البحرية الأمريكية لاستخدام منصة C-130 المعدلة، بعد أن كانت الطائرة EC-130Q قد نفذت مهام “توكامو” بين عامي 1963 و1993. وهكذا، فإن “فينيكس 2” تجسد التجدد والاستمرارية في مهمة تعتبر من الأعمدة الثلاثة للردع النووي الأمريكي.

 

نقلة تكنولوجية في سياق الردع النووي

 

المهمة الأساسية للطائرة الجديدة هي ضمان بقاء سلسلة القيادة النووية متصلة في حال اندلاع نزاع شامل، وهو ما يتطلب قدرة على العمل في أصعب الظروف، بما في ذلك الهجمات النووية المحتملة. وهنا يأتي دور TACAMO—الاختصار لعبارة “Take Charge and Move Out”—والتي تعني “تولَّ القيادة وتحرك”، لتوفير الاتصالات بين القيادة العليا والغواصات النووية حتى أثناء وجودها في الأعماق.

 

الطائرة الجديدة تتمتع بـقدرات عالية على البقاء والتحمل والاتصال المضمون في أحلك السيناريوهات، وهو ما أكده الكابتن بريت ويندلر، قائد جناح الاتصالات الاستراتيجية SCW-1، مشيرًا إلى أن العودة لاستخدام هيكل C-130 يعزز فعالية المهمة ويستفيد من إرث طويل من التشغيل الناجح.

 

دور مجتمعي وعسكري مشترك في التطوير

 

من اللافت أن البرنامج اعتمد على مشاركة الجنود القدامى والبحّارة العاملين ضمن مجتمع الطيران البحري في عملية تطوير الاسم واختيار التصميم، ما يعكس الحرص على تجذير هذه الطائرة في الوعي المؤسسي والعملياتي الأمريكي.

 

الجاهزية المستقبلية لسيناريوهات “الأسوأ”

 

تعمل فرق الأسطول الجوي للاستطلاع (VQ-3 وVQ-4 وVQ-7) المتمركزة في قاعدة “تينكر” الجوية بأوكلاهوما على الاستعداد لتشغيل هذه الطائرة الجديدة، والتي من المقرر أن تلعب دورًا محوريًا في نقل رسائل الطوارئ النووية، المعروفة باسم Emergency Action Messages (EAMs)، وهو ما يضمن أن يبقى خط القيادة النووية متصلاً “تحت أي ظرف كان”.

 

خلاصة: طائر الخلود في قلب الردع الأمريكي

 

بتدشين فينيكس 2، تدخل الولايات المتحدة فصلًا جديدًا في استراتيجيتها النووية، يجمع بين التكنولوجيا المتقدمة، الإرث العملياتي، والرمزية العسكرية. إنها ليست مجرد طائرة قيادة واتصال، بل رسالة استراتيجية بأن بنية الردع الأمريكي ستظل “قادرة على النهوض من الرماد”—تمامًا كما يفعل طائر الفينيق.

إقرأ ايضَا…
صعود بحري كوري في المحيط الهادئ: “هيونداي للصناعات الثقيلة” تفوز بأول عقد صيانة لصالح البحرية الأميركية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى