الوكالات

الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير.. لحظة فخر وولادة نموذج عالمي للمتحف الأخضر

بعد أكثر من عقدين من العمل المتواصل، يستعد المصريون لاحتفال طال انتظاره مع الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي وصفه الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، بأنه “لحظة فخر لكل المصريين” وتجسيد لحلم وطني بدأ منذ أكثر من 20 عامًا. وأكد غنيم أن الحدث المنتظر سيعيد للأذهان روعة موكب المومياوات الملكية، لكنه سيكون أكثر إبهارًا وتأثيرًا عالميًا، بفضل ضخامة المشروع وتكامله الفني والمعماري. وأوضح خلال لقائه في برنامج «أحداث الساعة» على قناة «إكسترا نيوز»، أن الدولة بمؤسساتها كافة، من رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء والقطاع الخاص، تعمل بتناغم كامل لإنجاز التفاصيل الأخيرة قبل يوم الافتتاح، مشيرًا إلى أن هذا التكاتف الوطني هو “سر نجاح الحدث الكبير”، الذي يهدف إلى إبراز مكانة مصر كحاضنة لأعظم حضارة إنسانية، ومركز ثقافي وسياحي مستدام على مستوى العالم.

 

تكامل مؤسسي لإنجاز الحلم الوطني

 

أكد غنيم أن مشروع المتحف المصري الكبير يُعد من أضخم المشاريع الثقافية في العالم، ويُتوقع أن يكون افتتاحه حدثًا تاريخيًا يتجاوز حدود الاحتفال المحلي، ليصبح محور اهتمام عالمي يبرز قدرة المصريين على الجمع بين الأصالة والابتكار. وأوضح أن المتابعة المستمرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والزيارات الميدانية المنتظمة لرئيس مجلس الوزراء، تعكس مدى اهتمام الدولة بتفاصيل المشروع، الذي يهدف إلى تقديم تجربة ثقافية متكاملة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل. وأضاف أن المتحف سيضم آلاف القطع الأثرية النادرة، بينها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة، ضمن عرض متحفي فريد يعتمد على أحدث تقنيات الإضاءة والعرض التفاعلي.

 

ريادة في الاستدامة والتحول الأخضر

 

وأشار رئيس الهيئة إلى أن المتحف المصري الكبير سيكون أول متحف مصري صديق للبيئة، يُقدّم للعالم نموذجًا متكاملًا للمتحف الأخضر الذي يجمع بين الجمال والاستدامة. فقد تم تصميم المبنى ليعتمد على الطاقة الشمسية بنسبة كبيرة، مع أنظمة هندسية ذكية تسمح بدخول الضوء الطبيعي وتدوير الهواء لتقليل الاعتماد على الإضاءة والتكييف الصناعي. كما يضم المشروع محطات لمعالجة وتنقية الهواء، ومنظومات لترشيد استهلاك المياه، إضافة إلى خطة لتصنيف وإعادة تدوير القمامة. هذه الجهود جعلت المتحف يحصد جوائز دولية تقديرًا لجهوده في التحول نحو بيئة نظيفة، ليكون بذلك منارة حضارية ومعمارية مستدامة تواكب توجهات العالم نحو التنمية الخضراء.

 

رسالة حضارية تتجاوز حدود الفن

 

ويؤكد غنيم أن المتحف لا يمثل مجرد صرح أثري، بل رؤية متكاملة لنهضة ثقافية وسياحية جديدة في مصر، حيث سيصبح مركزًا عالميًا للتبادل الثقافي والتعليم الأثري والبحث العلمي. كما تم التخطيط لأن تكون تجربة الزائر داخل المتحف رحلة متكاملة تمتد من بوابته الضخمة حتى ساحته الأمامية، التي تطل على الأهرامات وتحتضن تمثال رمسيس الثاني. ويأمل القائمون على المشروع أن يحقق المتحف عائدًا اقتصاديًا وسياحيًا ضخمًا يعزز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية، ويجعل من الافتتاح المرتقب رسالة حضارية تُعيد للعالم التأكيد على أن مصر ما زالت قادرة على الجمع بين عبق التاريخ وروح العصر الحديث.

 

رمز لتجدد الهوية المصرية

 

يشكل الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير تتويجًا لعقود من الجهد والعمل الجماعي، ليصبح رمزًا لتجدد الهوية المصرية المعاصرة، التي لا تنفصل عن جذورها العميقة في التاريخ. فالمتحف لا يعرض الآثار فقط، بل يعكس فلسفة جديدة في الحفاظ على التراث بأساليب حديثة ومسؤولة بيئيًا، تضع مصر في مقدمة الدول التي تمزج بين الإرث الحضاري والاستدامة البيئية. وبذلك، يتحول المتحف إلى رسالة مفتوحة للعالم تؤكد أن حضارة المصريين القديمة ما زالت تنبض بالحياة، وتُلهم الأجيال الجديدة لمواصلة البناء والإبداع تحت راية الفخر الوطني والوعي بالمستقبل.

اقرأ أيضاً

«كوبينسك على خط النار».. أطلال المدينة الأوكرانية بعد عامين من الحرب والنزوح الجماعي

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى