من القاهرة إلى كشمير.. نداء باكستاني للسلام وتقدير لدور مصر الإقليمي

في أجواء رمزية تعبّر عن عمق التضامن الإنساني، أحيت السفارة الباكستانية في القاهرة مناسبة “يوم كشمير الأسود“، التي توافق السابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، تخليدًا لذكرى دخول القوات الهندية إلى كشمير عام 1947، وهو اليوم الذي تعتبره باكستان بداية “الاحتلال غير الشرعي” للإقليم المتنازع عليه. ويأتي إحياء هذه المناسبة في ظل استمرار النزاع الممتد منذ أكثر من سبعين عامًا، مع تجدد المطالب الدولية بتمكين الشعب الكشميري من حقه في تقرير المصير. وقد حرصت السفارة على أن تكون الفعالية هذا العام صوتًا للضمير العالمي، يجمع بين البعد السياسي والإنساني، ويسلط الضوء على مأساة واحدة من أطول القضايا العالقة في التاريخ الحديث.
حضور مصري لافت وتفاعل إعلامي واسع
شهدت الفعالية مشاركة نخبة من الكتّاب والإعلاميين والسياسيين المصريين، من بينهم الإعلامي مصطفى جمال، الذين لبّوا دعوة السفير الباكستاني عامر شوكت للمشاركة في هذه المناسبة ذات الطابع الدولي. وتخللت الفعالية عروض مصوّرة ووثائقية تناولت أوضاع الإقليم ومعاناة سكانه، إلى جانب كلمات من الحضور أعادت التأكيد على أهمية التضامن الإنساني في مواجهة الاحتلال والتمييز. كما دار نقاش موسّع حول دور الإعلام في تعزيز الوعي بالقضايا المنسية مثل كشمير، وإبراز الجهود الدبلوماسية التي تسعى إلى حل سلمي عادل. وقد عكست الفعالية الحضور الثقافي والسياسي لمصر، التي لا تتردد في الانخراط في قضايا العالم بدافع مسؤوليتها التاريخية.
إشادة السفير شوكت بدور مصر في دعم السلام
خلال كلمته، أعرب السفير الباكستاني عامر شوكت عن تقديره العميق للدور المصري في دعم قضايا السلام الإقليمي والعالمي، مشيدًا بسياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية التي تتسم بالتوازن والحكمة. وأكد أن مصر تمثل ركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، ومثالًا يُحتذى في مساندة الشعوب الساعية للحرية. كما ثمّن شوكت نجاح قمة شرم الشيخ الأخيرة، معتبرًا إياها نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من الحوار الدولي، ودليلًا على أن القاهرة تظل منارة للحوار والتعايش. وذكّر بأن قضية كشمير لا تزال تنتظر موقفًا دوليًا أكثر إنصافًا، يضع حق تقرير المصير فوق الحسابات السياسية.
“دمي فلسطيني ودمي كشميـري”.. رسالة وحدة تتجاوز الحدود
في لحظة مؤثرة، اختتم السفير شوكت كلمته بالهتاف قائلاً: “أنا دمي فلسطيني ودمي كشميـري.. تحيا مصر!”، لتهتز القاعة بالتصفيق. وتقدّم أحد الضيوف من غزة ليُهديه الكوفية الفلسطينية، في مشهد جسّد وحدة النضال ضد الظلم والاحتلال. وتحوّلت المنصة إلى رمزٍ مصغّر لعالمٍ يمكن أن تتلاقى فيه القضايا الإنسانية دون حدود ولا لغات. ومع إسدال الستار على الفعالية، بدا أن “يوم كشمير الأسود” في القاهرة لم يكن مجرد تذكرة بالتاريخ، بل رسالة متجددة للعالم: أن السلام لا يُصنع بالقوة، بل بالإيمان العميق بحق الشعوب في الحرية والكرامة.



