الاقتصاد

إنقاذ بحاره بعد غرق سفينة يونانية بهجوم حوثي في البحر الاحمر… وتصاعد القلق في عهد ترامب

"تصعيد خطير يهدد التجارة العالمية"

في تصعيد خطير يهدد أمن الملاحة العالمية، أعلنت السلطات البحرية عن إنقاذ أربعة بحارة بعد قضائهم أكثر من 48 ساعة في مياه البحر الأحمر، إثر هجوم شنه الحوثيون على السفينة اليونانية “إيترنيتي سي”، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، وفقدان 11 آخرين، يُعتقد أن ستة منهم اختُطفوا. الحادث يأتي في وقت يواجه فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديًا جديدًا في إدارة ملف اليمن والممرات البحرية.

 

تصعيد دموي يخرق الهدنة البحرية

الهجوم على “إيترنيتي سي” هو الثاني خلال أيام، بعد غرق السفينة “ماجيك سيز” المملوكة أيضًا لليونان، في خرق صارخ للهدنة البحرية غير المعلنة بين الحوثيين وواشنطن. وتؤكد هذه الهجمات أن الحوثيين استأنفوا عملياتهم بعد شهور من التهدئة النسبية، ما يضع إدارة ترامب أمام اختبار سريع في بداية ولايته الثانية.

 

تفاصيل الهجوم… والبحارة في الماء أكثر من يومين

السفينة “إيترنيتي سي” كانت تقل طاقمًا مكوّنًا من 25 شخصًا، بينهم فلبينيون، روس، وهنود، عندما تعرضت لهجوم مزدوج – الأول الإثنين باستخدام صواريخ وطائرات بحرية مسيّرة، والثاني مساء الثلاثاء أجبر الطاقم على القفز في البحر. تم إنقاذ عشرة أشخاص حتى الآن، فيما قُتل أربعة وفُقد 11، بينهم ستة يُعتقد أنهم في قبضة الحوثيين.

الحوثيون يتفاخرون… والعالم قلق

نشر الحوثيون تسجيلات مصوّرة تظهر إطلاق صاروخ باتجاه السفينة وسط هتافات “الموت لإسرائيل”، قبل أن تشتعل النيران في “إيترنيتي سي” وتغرق بالكامل. وفي بيانهم، زعموا أنهم أنقذوا بعض أفراد الطاقم ووفّروا لهم الرعاية الطبية، فيما اعتبره مراقبون محاولة لتبرير احتجازهم.

 

ترامب يواجه أول تحدٍّ بحري في ولايته الثانية

مع عودته إلى البيت الأبيض، يواجه الرئيس ترامب تصعيدًا إقليميًا جديدًا. وفي بيان رسمي، اتهمت واشنطن الحوثيين باختطاف البحارة وطالبت بالإفراج الفوري عنهم. واعتبر مسؤولون في الإدارة الجديدة أن هذه الهجمات “عمل إرهابي ضد الملاحة العالمية” يستوجب ردًا حازمًا.

 

التبرير الحوثي: غزة في الخلفية… وإيران في الظل

بررت الجماعة المدعومة من إيران هجماتها بأنها “تضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة”، حيث تتواصل الحرب منذ 21 شهرًا، وأوقعت أكثر من 57 ألف قتيل. كما زعمت أن السفن المستهدفة كانت متجهة إلى موانئ إسرائيلية، رغم عدم وجود روابط مباشرة بين السفن المُهاجَمة وتل أبيب.

 

هل يعود ترامب إلى سياسة “الردع بالقوة”؟

تُعيد هذه التطورات إلى الأذهان نهج ترامب في ولايته الأولى، حين أمر باغتيال قاسم سليماني في 2020. ويرى محللون أن الرد الأمريكي المحتمل هذه المرة قد يشمل ضربات مباشرة على مواقع حوثية أو حتى دعم تحالف جديد لتأمين البحر الأحمر، في ظل تهديد متصاعد لأمن التجارة الدولية.

 

البحر الأحمر في خطر… والتجارة تدفع الثمن

البحر الأحمر يُعد من أكثر الممرات البحرية استراتيجية في العالم، إذ تمر عبره ثلث حركة الحاويات العالمية. وقد تراجعت حركة الملاحة فيه بنسبة 75% منذ بدء الهجمات الحوثية أواخر 2023، بحسب البنك الدولي. اليوم، باتت بعض السفن تكتب علنًا على شاشاتها: “NO ISRAEL-US-EU LINK” لتجنّب الاستهداف.

 

هل يفجّر البحر الأحمر أزمة إقليمية جديدة؟

يأتي هذا التصعيد في وقت حساس، بعد أسابيع من قصف أمريكي لمواقع نووية إيرانية في يونيو، وردود فعل غاضبة من طهران. في هذا السياق، يُنظر إلى الهجمات البحرية الحوثية كمحاولة إيرانية غير مباشرة للضغط على واشنطن وحلفائها عبر أدواتها في المنطقة.

أقرأ أيضا:

موجز العالم في دقائق |الاربعاء 9يوليو 2025ترامب يشعل أسواق المعادن ويهدد الادويه المستوردة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى