نجاة ألمانية بعد 12 يومًا من الضياع في أدغال أستراليا
كابوس في العراء ينتهي بمعجزة... وشرطة غرب أستراليا تحتفي بـ"شجاعة استثنائية"

وسط تضاريس قاسية وأجواء متجمدة ليلاً ومليئة بالحشرات، انتهت رحلة ضياع استمرت 12 يومًا في براري غرب أستراليا بنجاة درامية للسائحة الألمانية كارولينا ويلغا، التي عُثر عليها مساء الجمعة وهي تمشي على ممر ترابي قرب محمية نائية، بعد أن تخلت عن سيارتها التي علقت في الرمال دون أن تتمكن من تحريرها.
الناجون من تجارب مماثلة غالبًا ما يصفونها بالتحول الجذري في نظرتهم للحياة. وبحسب الشرطة المحلية، فإن قصة كارولينا “ستكون استثنائية عندما نسمعها”، وهي الآن تخضع للعلاج بعد إنقاذها في حالة صحية “هشة لكنها مستقرة”.
سير في المجهول بعد تعطل المركبة
الشرطة الأسترالية أعلنت أن كارولينا ويلغا، البالغة من العمر 26 عامًا، تم العثور عليها مساء الجمعة وهي تمشي قرب طريق ترابي على أطراف محمية “كاررون هيل”، على بُعد أكثر من 150 كم من أقرب بلدة مأهولة.
وكانت سيارتها من طراز ميتسوبيشي قد عُثر عليها متروكة قبل يوم واحد فقط، بعد أن غرقت في الرمال على ما يبدو، رغم محاولاتها الحثيثة لتحريرها باستخدام ألواح خشبية وأدوات متخصصة.
من العزلة إلى الإسعاف الجوي
تم نقل كارولينا إلى مستشفى في مدينة بيرث عبر مروحية إسعاف، حيث تلقت الرعاية الطبية العاجلة. الشرطة أوضحت أن جسدها كان مغطى بلدغات البعوض، وأنها تعرضت لـ”إصابات طفيفة كثيرة” ولكنها لم تعانِ من جروح خطيرة، وهو ما اعتبره المحققون “أعجوبة حقيقية” بالنظر إلى ظروف المنطقة التي تُعرف بوعورتها وخطورتها.
بيئة عدائية ومناخ قارس
المنطقة التي تاهت فيها كارولينا توصف بأنها “معادية من حيث الطبيعة والظروف المناخية”، حيث تنخفض درجات الحرارة ليلاً إلى ما دون الصفر، وتكثر فيها الصخور الحادة والحيوانات البرية. الشرطة قالت إن “شخصًا عديم الخبرة يمكن أن يضيع بسهولة في هذه التضاريس”، خصوصًا أن أقرب طريق رئيسي يبعد أكثر من 35 كيلومترًا عن موقع السيارة.
البحث بدأ من حول السيارة
فور العثور على المركبة، أطلقت الشرطة ما وصفته بـ”بحث انعكاسي” داخل محيط 300 متر لجمع الأدلة ومعرفة الاتجاه الذي قد تكون سلكته السائحة، وهو ما ساعد في تضييق نطاق البحث إلى أن تم العثور عليها بمحض الصدفة من قبل أحد السكان المحليين، الذي نقلها إلى بلدة بيكون.
الرحلة الأخيرة المعروفة
كانت آخر مرة تواصلت فيها كارولينا مع أصدقائها في 29 يونيو، بعد مرورها ببلدتي “تودي” و”دويرين” جنوب غرب بيكون. ومنذ ذلك الحين، انقطعت أخبارها تمامًا، ما دفع الشرطة إلى توسيع جهود البحث واستخدام فرق الاستطلاع الجوي والطائرات بدون طيار.
سيارة مجهزة لكن بلا جدوى
بحسب المحققين، كانت سيارة كارولينا مجهزة بألواح شمسية ومخزون من المياه، ما كان كفيلًا بإبقائها على قيد الحياة لبضعة أيام. لكن العطل الميكانيكي ووعورة الطريق دفعاها إلى ترك السيارة والسير في محاولة يائسة للخروج من المنطقة.
“قصة ستروى طويلاً”
قال مفتش الشرطة مارتن غلين: “من الواضح أنها مرّت برحلة شديدة القسوة، والندوب الجسدية ستروي جزءًا منها فقط. ما ننتظره الآن هو أن نسمع قصتها الكاملة… ولا شك أنها ستكون قصة ملهمة”.
وأضاف أن حالة النجاة هذه “نتيجة رائعة” لفريق البحث ولعائلة الفتاة التي عاشت أيامًا عصيبة.