تقارير التسلح

كوريا الجنوبية تدخل سباق “الصواريخ الذكية”: LIG Nex1 تطور منظومات قاتلة مدعومة بالذكاء الاصطناعي

من لاعب حكومي إلى مطور مستقل: الشركة الكورية تراهن على صواريخ خفيفة وذكية لتزاحم كبار السوق العالمي

في تحول استراتيجي لافت، أعلنت شركة الصناعات الدفاعية الكورية الجنوبية LIG Nex1 عن إطلاق جيل جديد من المنظومات الصاروخية المعيارية الذكية، وذلك خلال ندوة تطوير الأسلحة الموجهة وأنظمة الطيران الخامسة التي عُقدت بمدينة ديجون في 10 يوليو الجاري. هذه الخطوة تضع الشركة في مسار تنافسي مباشر مع عمالقة القطاع مثل MBDA الأوروبية وRafael الإسرائيلية، وتكشف عن طموح كوري جاد لاختراق السوق العالمية.

من “مصنّع حكومي” إلى “مطوّر مستقل”

LIG Nex1 كانت لسنوات لاعبًا ملتزمًا بخطوط الإنتاج التي يحددها الجيش الكوري. لكن الشركة اتخذت منحى جديدًا عبر استثمارها في البحث والتطوير الموجه بالطلب المستقبلي، ما يمنحها مرونة أكبر ويدفعها لتطوير حلول تواكب حروب الجيل القادم. هذا التحول من نموذج “الاستجابة للطلب” إلى “خلق الطلب” يمثل نقلة نوعية في فلسفة التصنيع العسكري الكوري.

اقرا ايضا :

الدنمارك بقيادة يسارية تتبنى سياسات هجرة يمينية تثير جدلًا واسعًا في أوروبا

سلاح خفيف.. ذكي.. وخادع

الصاروخ الأول من الفئة 250 رطل، وهو قابل للمقارنة مع صاروخ SDB-II الأميركي وSpear الأوروبي، صُمم بهيكل شبح خفيف من ألياف الكربون، ويحتوي على وحدات اختيارية تسمح له بحمل أجهزة بحث حراري، أو وسائل تشويش إلكتروني، أو حتى تجهيزات استطلاعية. ما يجعله ليس فقط سلاحًا هجوميًا، بل أداة ذكية متعددة الاستخدامات في ساحة المعركة الحديثة.

تكتيكات السرب الإلكتروني

صُمم الصاروخ الأخف ليعمل ضمن “سرب” من الأسلحة الذكية، بحيث يمكن استخدامه لتشويش الدفاعات الجوية، أو خداع الرادارات، أو تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف بحرية وبرية. تكتيك “الزخم الكمي الذكي” هذا يُمكّن الجيوش من إرباك أنظمة العدو، واختراق شبكات دفاعه عبر هجوم منسق عالي الدقة.

الصاروخ الثقيل: ذكاء في الأرض والبحر

أما المنظومة الثانية، فهي صاروخ ثقيل بوزن 1000 رطل، مصمم للعمل ضد السفن أو كصاروخ هجوم أرضي، اعتمادًا على نوع الرأس الحربي ووحدة التوجيه التي تُركب عليه. يتمتع الصاروخ بإمكانية طيران منخفض يعتمد على التضاريس، وبمساعدة الذكاء الاصطناعي لتحديد المسارات، في أسلوب مشابه لصاروخ NSM النرويجي.

جدولة واقعية.. وطموح بعيد المدى

تتوقع الشركة الانتهاء من تصميم النموذج الأولي للصاروخ الأخف بحلول عام 2025، مع إنتاج أول نموذج عملي في 2028. أما الصاروخ الأثقل فسيخضع لاختبارات ميدانية أرضية بين 2025 و2029، تليها تجارب الإطلاق من الجو حتى عام 2032. هذه الجدولة تعكس رؤية طويلة الأجل واستثمارًا متصاعدًا في التكنولوجيا الدفاعية الكورية.

الذكاء الاصطناعي في خدمة الحرب

يمثل استخدام الذكاء الاصطناعي في التوجيه والمناورة أحد أبرز محاور التطوير، حيث يُمكّن الصواريخ من اتخاذ قرارات ميدانية ذاتية، والتعامل مع المتغيرات الفورية في ميدان القتال. كما أن تصميمها المعياري يسمح بترقيتها بسهولة وسرعة، مما يجعلها أكثر تكيفًا من المنظومات التقليدية الجامدة.

الحلم الكوري: زعامة سوق الصواريخ الذكية

تأتي هذه التحركات ضمن مساعٍ كورية لتعزيز مكانتها في سوق الأسلحة العالمية، لا سيما مع تزايد الطلب على الذخائر الذكية المتعددة الوظائف. وإذا نجحت LIG Nex1 في تنفيذ رؤيتها، فقد تجد نفسها خلال عقد واحد بين الخمسة الكبار عالميًا في سوق الصواريخ التفاعلية والشبحية.

اقرا ايضا:

كييف ترحب بصفقة الأسلحة الأمريكية وموسكو تقلل من تهديدات ترامب: واقع جديد يتشكل في حرب أوكرانيا

 

الأء ياسين

صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى