شخصيات من تيار “ماغا” تدعم دعوة بوكيلة لترامب بملاحقة القضاة الأمريكيين

أثار الرئيس السلفادوري نايب بوكيلة جدلاً واسعًا في الولايات المتحدة بعدما دعا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اتباع نهجه في عزل “القضاة الفاسدين”، في خطوة وُصفت بأنها تدخل مباشر في الشؤون الأمريكية ودعم لنهج سلطوي يتنامى داخل واشنطن.
وجاءت دعوة بوكيلة، المعروفة بانتقاده المتكرر للنظام القضائي الأمريكي، متزامنة مع تصاعد هجمات البيت الأبيض وحلفائه على القضاة الفيدراليين الذين أصدروا أحكامًا تحد من صلاحيات الرئيس، خصوصًا بعد قرارات منعت نشر الحرس الوطني في ولايتي أوريغون وكاليفورنيا.
تلقت تصريحات بوكيلة دعمًا من شخصيات بارزة في التيار اليميني المؤيد لترامب المعروف باسم “ماغا”، من بينهم إيلون ماسك، الذي أعاد نشر دعوته عبر منصة X (تويتر سابقًا)، إلى جانب ستيفن ميلر المستشار الرئاسي، ووزيرة العدل السابقة بام بوندي، وجميعهم هاجموا قاضية أوريغون الفيدرالية كارين إيميرغوت بعد قراراتها الأخيرة.
ويرى خبراء أن تصريحات بوكيلة تأتي في سياق تنامي الخطاب السلطوي داخل الإدارة الأمريكية، حيث تتبنى إدارة ترامب ممارسات مشابهة لتلك التي استخدمها زعماء مثل أردوغان في تركيا وأوربان في المجر ومودي في الهند لتقويض استقلال القضاء وإضعاف الرقابة الديمقراطية.
تشير بيانات خدمة المارشال الأمريكية إلى تصاعد غير مسبوق في تهديدات العنف ضد القضاة، حيث سُجلت أكثر من 560 تهديدًا ضد 395 قاضيًا فيدراليًا منذ بداية عام 2025، وهو رقم قياسي يفوق الأعوام السابقة. كما رُصدت عشرات الحالات من المضايقات والتهديدات ضد قضاة محليين في عدة ولايات.
وتحذر تقارير بحثية، منها تقرير صادر عن مشروع مكافحة الكراهية والتطرف (GPAHE)، من أن “الخطاب العدائي الصادر عن شخصيات في إدارة ترامب أدى إلى زيادة بنسبة 54% في الدعوات لعزل القضاة والتهديدات ضدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الأولى من ولايته الثانية”.
وقالت هايدي بيريش، مؤسسة المشروع، إن “استهداف القضاء أصبح خطوة إضافية في مسار ترامب نحو السلطوية”، مضيفة أن “الهجمات اللفظية والتحريضية على القضاة تقوض ثقة الرأي العام في القضاء، وهو أخطر ما يمكن أن يحدث لأي نظام ديمقراطي”.
ويستشهد الخبراء بتجربة بوكيلة في السلفادور عام 2021، حين أقال عبر البرلمان الموالي له النائب العام وخمسة من قضاة المحكمة الدستورية، في خطوة اعتبرها كثيرون انقلابًا ناعمًا على استقلال القضاء، على غرار ما فعله أوربان وأردوغان في بلديهما.
وقالت أستاذة العلوم السياسية ميغان ليونارد من جامعة إلينوي: “إدارة ترامب تراقب وتتعلم من تجارب القادة السلطويين في الخارج. فهي لا تستطيع تمرير قوانين تضعف القضاء، لكنها تحاول تقويضه من خلال الهجوم المتواصل عليه وتشويه سمعته”.
أما الباحثة كيم لين شابيل من جامعة برينستون، فرأت أن الهدف الحقيقي ليس عزل القضاة فعليًا بل ترهيبهم، موضحة أن “ترامب يسعى لدفع بعض القضاة إلى التردد قبل إصدار أحكام ضده أو ضد سياساته، وهي استراتيجية سلطوية معروفة”.
وختمت بقولها: “ما يفعله بوكيلة في السلفادور هو ما يحاول ترامب فعله في أمريكا — تحويل الضغط على القضاء إلى وسيلة لتركيع مؤسسات الدولة أمام السلطة التنفيذية”.



