عربي وعالمي

كارثة إنسانية في السودان: انهيار منجم ذهب يودي بحياة العشرات

مقتل أكثر من 50 معدنًا في انهيار مأساوي بمنجم ذهب في السودان

لقي ما لا يقل عن 50 شخصاً مصرعهم، يوم السبت، إثر انهيار منجم تقليدي لتعدين الذهب في منطقة “هويد” الواقعة بين مدينتي عطبرة وهيا شمالي السودان، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

وأوضحت المصادر أن المنجم المنكوب يقع في منطقة صحراوية نائية شمال مدينة هيا وجنوب منطقة الكليس، ويتبع إدارياً ولاية نهر النيل رغم وقوعه جغرافياً ضمن ولاية البحر الأحمر.

 

تكرار الحوادث وتحذيرات سابقة

 

أعادت هذه الحادثة المأساوية إلى الواجهة التحذيرات المتكررة بشأن ضعف إجراءات السلامة وغياب الرقابة الرسمية في مواقع التعدين الأهلي، الذي يمثل مصدراً أساسياً للدخل لعشرات الآلاف من السودانيين، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد.

منجم ذهب

وتجدر الإشارة إلى أن منطقة “هويد” شهدت في أبريل/نيسان الماضي حادثة مشابهة، حين انهار بئر داخل المنجم، ما أدى إلى وقوع إصابات وخسائر مادية، وهو ما يبرز حجم المخاطر المتكررة في هذا القطاع.

 

مطالبات بالتحقيق وتنظيم القطاع

 

في أعقاب الحادث، طالب ذوو الضحايا وناشطون حقوقيون بفتح تحقيق عاجل ومستقل لكشف أسباب الانهيار، إلى جانب العمل على تنظيم بيئة العمل في التعدين التقليدي، وفرض رقابة صارمة على مواقع التنقيب، مع توفير معدات السلامة وفرق الإنقاذ الضرورية، خاصة في المناطق النائية.

 

التعدين التقليدي… مصدر دخل محفوف بالمخاطر

 

يُعتبر قطاع التعدين التقليدي للذهب منتشراً في معظم أنحاء السودان، ويُقدَّر عدد العاملين فيه بأكثر من مليوني شخص، يساهمون في إنتاج نحو 80% من إجمالي الذهب المستخرج في البلاد، بحسب وكالة فرانس برس.

أماكن إنتاج الذهب في السودان

ورغم أهميته الاقتصادية، يعاني القطاع من غياب الإشراف الحكومي المباشر، مما يجعله أحد أكثر القطاعات خطورة من حيث الحوادث والضحايا، في ظل استمرار التقاعس الرسمي عن وضع ضوابط صارمة وإجراءات وقائية تضمن سلامة العاملين.

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى