اليابان وكوريا الجنوبية تتمسكان بالتفاوض بعد قرار ترامب تأجيل الرسوم:هامش ضيق وفرص محدوده
"ترامب يمهل اليابان وكوريا الجنوبية مهلة جديدة للتفاوض"

في خطوة تحمل في طياتها التهديد والفرصة، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل تنفيذ رسوم جمركية جديدة على واردات من عدة دول، من بينها اليابان وكوريا الجنوبية، حتى الأول من أغسطس المقبل، مما منح شركاء واشنطن الآسيويين وقتًا إضافيًا لمحاولة التوصل إلى اتفاقات تجارية تخفف من وطأة القرار الأمريكي المفاجئ.
رسوم ثقيلة على حلفاء مقرّبين
فرضت إدارة ترامب، بموجب أمر تنفيذي صدر الإثنين، رسومًا بنسبة 25% على صادرات اليابان وكوريا الجنوبية إلى الولايات المتحدة، وهي أعلى من النسب المعلنة سابقًا، وأمهلت الدولتين حتى مطلع أغسطس لتعديل شروط صادراتهما أو مواجهة تطبيق القرار بالكامل. وتراوحت الرسوم التي شملت 14 دولة بين 25% و40%، ما يعكس تحركًا واسع النطاق يعيد رسم خريطة التجارة العالمية.
رد ياباني: الأسف والتصميم على التفاوض
رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا وصف القرار الأمريكي بـ”المؤسف”، مؤكدًا في تصريحات عقب اجتماع وزاري بطوكيو أن حكومته “ستواصل التفاوض بنشاط مع واشنطن مع الحفاظ على المصالح الوطنية”. وأكد إيشيبا أن بلاده ستسعى للتوصل إلى اتفاق متوازن “يحقق مكاسب للطرفين”، رغم الصعوبات السياسية التي تفرضها الانتخابات المقبلة لمجلس الشيوخ الياباني.
سيول: تعديل القوانين لمحاولة إنقاذ الاتفاق
من جانبها، اعتبرت وزارة الصناعة الكورية الجنوبية الرسالة الأمريكية بمثابة “تمديد غير مباشر لفترة السماح”، مشيرة إلى استعدادها لإصلاح الأنظمة التجارية المحلية بهدف معالجة الشكاوى الأمريكية بشأن الحواجز غير الجمركية. وجاءت هذه التصريحات بينما تواجه حكومة الرئيس الكوري الجديد لي جاي ميونغ، الذي تولى منصبه في يونيو الماضي، تحديات داخلية تحول دون تقديم تنازلات كبيرة قبل ترسيخ سلطته.
الخلاف الأكبر: قطاع السيارات
يُعد قطاع السيارات أكبر عقبة في وجه المفاوضات، خصوصًا مع اليابان، حيث تمثل صادرات السيارات والقطع الغيار الجزء الأكبر من الفائض التجاري الياباني مع الولايات المتحدة. وعلى الرغم من اعتبار طوكيو شريكًا مرشحًا لاتفاق سريع، إلا أن الخلاف حول الرسوم على السيارات عرقل التقدم.
منطقة رمادية قبل الحسم
القرار الأمريكي شمل أيضًا بلدانًا أخرى مثل تايلاند (36%) وماليزيا (25%) وإندونيسيا (32%) وبنغلاديش (35%) ولاوس وميانمار (40%). وبهذا، باتت معظم الاقتصادات الآسيوية في مرمى سياسات ترامب التجارية، في وقت تواجه فيه صعوبة التفاوض السريع وسط حسابات انتخابية محلية معقدة.
أسواق آسيا تتماسك… لكن بقلق
رغم الضغوط، أظهرت الأسواق الآسيوية تماسكًا نسبيًا، حيث ارتفعت أسهم تويوتا 0.5% في بورصة طوكيو مع استقرار الين، كما سجل مؤشر MSCI الآسيوي تحركات محدودة. وعزز هذا الأداء الهدوء المؤقت في السوق، لكنه لم يبدد المخاوف من تصعيد تجاري محتمل إذا لم تُحرز تقدمات قبل الموعد النهائي.
البيت الأبيض: “اختيار ترامب”
ورداً على سؤال عن سبب استهداف اليابان وكوريا أولاً، اكتفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بالقول: “هذا قرار الرئيس. هذه الدول التي اختارها”.
مخاوف قطاعية من تداعيات الرسوم
يرى جيمس هالز، الرئيس التنفيذي لشركة Senjin Capital الأسترالية، أن “الإبقاء على الرسوم سيوجه ضربة كبيرة لشركات السيارات اليابانية، وسينعكس تأثيره سلبًا على سلاسل التوريد داخل اليابان، حتى تلك التي لا تصدر إلى الولايات المتحدة مباشرة”.
ترامب: تفاهم مع الصين وبريطانيا… وربما الهند
في وقت لاحق، أعلن ترامب من البيت الأبيض أنه تم التوصل إلى اتفاقات مع المملكة المتحدة والصين، وأن المفاوضات مع الهند “قريبة من الانتهاء”. أما باقي الدول، فقال: “لن نصل معهم إلى اتفاق، لذا نرسل لهم رسالة فقط”.