توفيت الممثلة الأمريكية لوني أندرسون،إحدى أبرز نجمات التلفزيون في أواخر السبعينيات، عن عمر ناهز 79 عامًا، وذلك يوم الأحد في أحد مستشفيات لوس أنجلوس بعد معاناة مع مرض طويل لم يُعلن عنه. وجاء إعلان الوفاة قبل يومين فقط من عيد ميلادها الثمانين، وأكدته وكيلة أعمالها شيريل ج. كاغان، بحسب ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز في نعي أعدته الصحفية كلير موزس يوم 3 أغسطس 2025.

بداية الشهرة

برزت أندرسون لأول مرة في ذاكرة الجمهور من خلال أدائها دور “جينيفر مارلو”، موظفة الاستقبال الجميلة والذكية في المسلسل الكوميدي “WKRP in Cincinnati” الذي عرضته شبكة CBS بين عامي 1978 و1982. وبالرغم من أن شخصيتها ظهرت بمظهر الفتاة الشقراء النمطية، فقد جسّد أداؤها مزيجًا فريدًا من الذكاء والأنوثة، مما أكسبها ثلاث ترشيحات لـ”غولدن غلوب” وترشيحين لـ”إيمي”، وفتح الباب أمام تمثيل المرأة الجميلة كرمز للقوة والذكاء، لا كزينة سطحية.

جينيفر: نموذج نسوي مبكر في التلفزيون

كانت أندرسون تدرك جيدًا مخاطر النمطية، وقالت في لقاء عام 2017:”كنت ضد أن أكون مجرد ديكور شقراء… لكن جينيفر كانت أذكى شخص في الغرفة.”وقد وصفت الشخصية لاحقًا بأنها كانت نموذجًا نسويًا مبكرًا سمح للنساء بأن يكنّ “لامعات وذكيات في آن واحد.”

زواج درامي مع بيرت رينولدز

دخلت أندرسون عالم الشهرة لاحقًا من باب آخر: حياتها الشخصية. فقد بدأت علاقة مع النجم بيرت رينولدز عام 1982 أثناء تصوير فيلم “Stroker Ace”، وتزوجا عام 1988. تبنّى الثنائي ابنًا أسموه كوينتون، لكن زواجهما انتهى بشكل درامي عام 1993، في واحدة من أكثر حالات الطلاق ضجيجًا في تاريخ هوليوود. واستمرت المناكفات الإعلامية بينهما لعقود، إذ كتب رينولدز في مذكراته عام 2015: “الحقيقة أنني لم أحبها أبدًا.”ومع ذلك، صرّحت أندرسون بعد وفاته عام 2018:”كنا أصدقاء أولًا وأخيرًا… حان وقت المضي قدمًا.”

استمرار التألق رغم العواصف

رغم تلك العاصفة، لم تتوقف أندرسون عن العمل. على مدى مسيرتها، تجاوز عدد مشاركاتها التمثيلية 60 عملًا، أبرزها دورها في فيلم “The Jayne Mansfield Story” عام 1980، إلى جانب الممثل الشاب آنذاك أرنولد شوارزنيغر. واستمرت بالظهور التلفزيوني حتى سنواتها الأخيرة، وكان آخر أعمالها فيلم “Ladies of the ’80s: A Divas Christmas” عام 2023 على قناة Lifetime، حيث جسدت دورًا إلى جانب مجموعة من نجمات المسلسلات القديمة في قصة تدور حول لمّ الشمل.

خلفية عائلية وبدايات صعبة

ولدت لوني كاي أندرسون في 5 أغسطس 1945 في سانت بول، مينيسوتا، وهي ابنة كيمائي (كلايدون كارل أندرسون) وعارضة أزياء (ماكسين كالين). بدأت مسيرتها التمثيلية في منتصف السبعينيات، وكانت شقراء لامعة رغم أن لون شعرها الطبيعي كان بنيًا داكنًا، وهو أمر سبب لها صراعًا نفسيًا في البداية، إذ خشيت ألا تؤخذ على محمل الجد كممثلة.

زواج رابع… وقصة حب تعود إلى الستينيات

تزوجت أربع مرات، وكان آخر أزواجها الموسيقي بوب فليك، عضو فرقة “ذا بروذرز فور”، وتزوجاهما في عام 2008، بعد أكثر من أربعة عقود من أول لقاء بينهما عام 1963. احتفل الثنائي بزفافهما بصورة من ذلك اللقاء الأول، وقطعا كعكة زفاف تحملها.

إرث فني وإنساني طويل

تُركت أندرسون وراءها إرثًا طويلًا من الأعمال والأدوار، إضافة إلى عائلتها التي تضم زوجها بوب فليك، وابنها كوينتون، وابنتها ديدرا هوفمان، وابنهما بالتبني آدم فليك، واثنتين من الحفيدات، إلى جانب اثنين من الأحفاد غير المباشرين.

وداعًا لوني… أيقونة الشاشة وصورة المرأة القوية

ومع رحيلها، تُطوى صفحة من صفحات التلفزيون الأمريكي، تلك التي رسمت فيها لوني أندرسون، بابتسامتها الواسعة وعينيها المتألقتين، صورة مثالية للمرأة القوية والجميلة في آنٍ واحد، وتركت أثرًا لا يُمحى في ذاكرة جمهور السبعينيات والثمانينيات وحتى الجيل الجديد.

إقرأ أيضا:

ترامب: الولايات المتحدة ليست ملزمة بمستوى إنفاق الناتو على الدفاع