حمله حيوانات الزو: دعوه لإطعام الحيوانات المفترسة بالحيوانات الاليفه تثير الجدل في الدنمارك
الحدائق الحيوانية والنقاش حول التغذية: جدل حول إطعام الحيوانات المفترسة

أثارت دعوة قدمها حديقة حيوانات “آلبورغ” الدنماركية لإطعام الحيوانات المفترسة في الزو بالحيوانات الأليفة التي يتم euthanize (القضاء عليها) الكثير من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى مستوى عالمي. ودعت الحديقة الأشخاص الذين لديهم حيوانات أليفة مثل الدواجن، الأرانب، أو خنازير غينيا التي بحاجة إلى القتل إلى التبرع بها للحديقة بدلاً من التخلص منها، بهدف إطعام الحيوانات المفترسة في الحديقة.
تبرير الحديقة: محاكاة السلسلة الغذائية الطبيعية
الحديقة دافعت عن حملتها بالقول إنها تهدف إلى محاكاة السلسلة الغذائية الطبيعية، حيث يتم تقديم الحيوانات كطعام للحيوانات المفترسة بما يتماشى مع سلوكها الطبيعي. وذكرت الحديقة أن هذه المبادرة تساعد في ضمان رفاهية الحيوانات المفترسة وتوفير التغذية السليمة لها. لكن هذا التبرير لم يلقَ قبولاً عالمياً، حيث أشار بعض المنتقدين إلى أن الحملة تُقلل من قيمة حياة الحيوانات الأليفة.
الآراء المختلفة حول التغذية الطبيعية في حدائق الحيوان
رغم الجدل، أشار ماركوس كلاوس، المدير المشارك لعيادة حيوانات الزو والحيوانات البرية في جامعة زيورخ، إلى أن إطعام الحيوانات المفترسة في حدائق الحيوان يعتبر أمراً منطقياً. وأوضح أنه إذا كان يجب على حدائق الحيوان أن تحتفظ بالحيوانات المفترسة، فمن الطبيعي أن يتم إطعامها باللحوم الحيوانية. وأضاف أن الخيار الآخر سيكون اللجوء إلى اللحوم المستوردة من المسالخ، وهو خيار لا يهتم به أحد طالما أن الحيوانات التي يتم قتلها ليست مرفوضة بشكل علني.
انتقادات واسعة من قبل العلماء والمجتمع
من ناحية أخرى، قوبلت الدعوة بانتقادات شديدة من قبل بعض العلماء مثل كليفورد وارويك، الاستشاري البيولوجي في المملكة المتحدة، الذي وصف الحملة بأنها “غريبة وخاطئة”. وقال إن “الحديقة لم توضح كيفية قتل الحيوانات الأليفة بشكل إنساني أو ضمان أن الحيوانات المفترسة ستأكل هذه الحيوانات بأمان”، مشيرًا إلى أن النمور والضباع لا تأكل عادة خنازير غينيا في الطبيعة.
اختلافات ثقافية وقانونية
فيما يتعلق بالحملة، أكد دان آشي من جمعية حدائق الحيوانات والأحواض المائية في الولايات المتحدة أن هذا النوع من السياسات قد يكون غير مقبول في العديد من حدائق الحيوانات الأمريكية، لكنه لا يشير إلى أن مثل هذه السياسات محظورة قانونًا. وأضاف أن هناك اختلافات ثقافية وقانونية في كيفية قبول مثل هذه الممارسات في حدائق الحيوان حول العالم.
دور الحدائق في تعزيز النقاش العالمي
الجدل الذي أثير حول حملة “آلبورغ” لا يعكس فقط الاختلافات في كيفية تغذية الحيوانات المفترسة في حدائق الحيوان، بل يعكس أيضًا النقاش الأوسع حول حقوق الحيوانات. وأشار ماركوس كلاوس إلى أن هذا الجدل يسلط الضوء على قضية هامة: “نحن نعلم عن هذه القضايا بسبب ما تفعله حدائق الحيوان وليس بسبب ما نراه في المتاجر”.
استمرار النقاش العالمي حول حقوق الحيوانات
في النهاية، أثارت الحملة جدلاً واسعًا حول كيفية التعامل مع الحيوانات الأليفة وحقها في الحياة، وعززت النقاشات حول كيفية تلبية احتياجات الحيوانات المفترسة في الأسر. وتستمر هذه القضية في تسليط الضوء على الاختلافات في الرؤى الثقافية والقانونية حول العالم، مما يجعلها موضوعًا حساسًا ومعقدًا في إدارة حدائق الحيوانات.