خطة إسرائيلية تهدد بتهجير مليون غزي وسط حصار وقصف مستمر
الغزيون يواجهون الإخلاء القسري بتمسكهم بالأرض رغم الدمار والمجاعة

بين أنقاض البيوت ومخيمات النزوح المزدحمة، يعيش أهالي غزة في مواجهة خطر جديد مع كشف صحيفة The Guardian عن خطة إسرائيلية للسيطرة الكاملة على المدينة، بعد 22 شهرًا من حرب أودت بحياة أكثر من 61 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين. ومع تهجير أكثر من 90% من السكان مرة واحدة على الأقل وانهيار النظام الصحي، يجد الغزيون أنفسهم أمام خيارين مريرين: الموت أو النزوح من جديد.
المدينة المدمّرة: “ماذا تبقى ليدمّروه؟”
الخطة الإسرائيلية، التي أقرها مجلس الأمن الإسرائيلي، تتضمن بدء عمليات إخلاء قبل السابع من أكتوبر، ما قد يتهدد نحو مليون فلسطيني بالتهجير نحو جنوب القطاع المنهك أصلًا. أم إبراهيم بنات، التي فقدت ابنتها وأسرتها، تصف الوضع بقولها: “لقد أصبحنا أمواتًا نمشي”، مؤكدة أن غزة دُمّرت بالكامل من البشر إلى البنية التحتية.
نزوح خامس يلوح في الأفق
رغم غياب أوامر رسمية بالإخلاء، بدأ كثيرون في تجهيز أنفسهم للنزوح من جديد، مثل أبو ناصر مشتهى الذي يخطط للرحيل حفاظًا على أطفاله، في حين يرفض آخرون بشكل قاطع، مثل حسام السقا الذي يقول: “لن أرحل حتى لو صوبوا كل البنادق إلى رأسي”، معتبرًا أن الخطة الإسرائيلية محاولة لإجبار المقاومة على الاستسلام.
مأساة الجنوب: من ملاذ إلى رماد
رفح وخانيونس، اللتان كانتا ملاذًا للنازحين، تحولت اليوم إلى مدن مدمرة. ومع انعدام القدرة على العيش الكريم في الجنوب، يجد كثيرون أنفسهم مضطرين للبقاء في غزة رغم المخاطر. مصادر إسرائيلية تؤكد أن العملية العسكرية ستستغرق وقتًا لتجنيد القوات، لكن آثارها ستكون كارثية على الإغاثة والبنية التحتية، وسط حصار شبه كامل.
“لن نغادر”: التمسك بالأرض مهما كان الثمن
إبراهيم أبو الحسني، الذي فقد ابنه في الحرب، يرفض مغادرة أرضه قائلًا: “سأعيش هنا، وسأموت هنا”. كثير من الغزيين يرون في الخطة الإسرائيلية محاولة منظمة لتفريغ غزة من سكانها ضمن سياسة تهجير قسري، مؤكدين أنهم ليسوا أرقامًا بل بشر لهم جذور وكرامة.
رد دولي باهت أمام المأساة
رغم الكارثة الإنسانية، جاءت ردود الفعل الدولية محدودة، إذ علّقت ألمانيا جزئيًا صادرات الأسلحة لإسرائيل، بينما تواصل دول غربية دعمها السياسي والعسكري. الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة ممنوعة من الدخول، والمجاعة والأمراض تهدد آلاف العائلات بلا حماية دولية فعلية، وسط احتجاجات فردية غير مؤثرة على مسار الحرب.
صرخة البقاء في وجه الإبادة
خطة السيطرة على غزة ليست مجرد عملية عسكرية، بل فصل جديد في حرب استنزفت حياة كل غزي. في ظل الغارات والحصار وفقدان المأوى، يتمسك السكان بالبقاء مهما كان الثمن، مرددين كلمات أصبحت شعارًا للمقاومة المدنية: “سأعيش هنا، وسأموت هنا”.
