صعود بحري كوري في المحيط الهادئ: “هيونداي للصناعات الثقيلة” تفوز بأول عقد صيانة لصالح البحرية الأميركية
هيونداي تدخل نادي الكبار: أول عقد صيانة بحري مع الأسطول الأميركي يعزز نفوذ كوريا الدفاعي

في تطور نوعي يعكس تعاظم الشراكة البحرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، أعلنت شركة HD Hyundai Heavy Industries عن فوزها بأول عقد صيانة وإصلاح شامل (MRO) لصالح البحرية الأميركية، في إطار برنامج يستهدف سفينة الدعم اللوجستي USNS Alan Shepard التابعة للأسطول السابع الأميركي.
أول عقد بعد اتفاق الرسوم البحرية
جاء الإعلان في بيان رسمي أصدرته الشركة يوم 6 أغسطس 2025، مشيرةً إلى أن العقد يمثل أول صفقة من نوعها منذ إتمام مفاوضات الرسوم الجمركية البحرية بين سيول وواشنطن، والتي مهّدت الطريق لتعزيز التعاون الصناعي والدفاعي بين البلدين في مجال بناء السفن.
وتُعد USNS Alan Shepard، التي دخلت الخدمة عام 2007، واحدة من سفن الدعم اللوجستي الرئيسية للأسطول الأميركي، بقدرة حمولة تصل إلى 41 ألف طن، وطول يبلغ 210 أمتار. وقد سُميت على اسم رائد الفضاء الأميركي الشهير آلان شيبرد، أول أميركي سافر إلى الفضاء.
تفاصيل العقد وأعمال الصيانة
بموجب الاتفاق، ستجري أعمال الصيانة بدءًا من الشهر المقبل قرب حوض “هيونداي ميبو” في مدينة أولسان الكورية، على أن تُسلّم السفينة للبحرية الأميركية في نوفمبر المقبل.
تشمل أعمال الصيانة تنظيف المراوح، وفحص وصيانة الخزانات، وتشخيص الأنظمة الفنية، في مشروع يُعد اختبارًا مبكرًا لقدرة الصناعة الكورية على الدخول في قطاع صيانة السفن العسكرية الأميركية.
وأوضح جو وون-هو، رئيس قسم السفن الخاصة في HD Hyundai Heavy، أن هذه الصفقة “تحمل بعدًا استراتيجيًا كبيرًا”، مضيفًا:
“نعتبر هذا المشروع فرصة لإثبات التزام كوريا الجنوبية بمعايير الجودة الأميركية، ونتطلع إلى تعزيز موقعنا كمورد موثوق للبحرية الأميركية”.
تعاون صناعي وأكاديمي أمريكي-كوري متنامٍ
الصفقة تأتي أيضًا في سياق مبادرة MASGA، التي طرحتها الحكومة الكورية لتعزيز التعاون البحري مع الولايات المتحدة. وفي وقت سابق من هذا العام، وقّعت HD Hyundai مذكرة تفاهم مع شركة Huntington Ingalls Industries، أكبر مصنع سفن دفاعية في أميركا، تهدف إلى تبادل التقنيات وتحسين الإنتاجية.
كما دخلت الشركة الكورية في شراكة استراتيجية مع شركة Edison Chouest Offshore لتوسيع أعمالها في سوق بناء السفن التجارية الأميركي.
وفي الجانب الأكاديمي، نظّمت HD Hyundai منتدى علميًا بحريًا مشتركًا في يونيو الماضي، استقطب باحثين من جامعات مرموقة مثل MIT وجامعة ميشيغان، لمناقشة سبل تعزيز التعاون في هندسة السفن وتكنولوجيا البحار.
منافسة كورية داخل السوق الدفاعي الأميركي
هذا العقد يُضاف إلى سلسلة من النجاحات التي حققتها شركات كورية أخرى في القطاع نفسه، حيث فازت شركة Hanwha Ocean خلال العام الماضي بثلاثة مشاريع صيانة لسفن لوجستية تابعة للبحرية الأميركية، من بينها USNS Wally Schirra وUSNS Yukon، وأحدثها كان USNS Charles Drew في يوليو الماضي.
كانت HD Hyundai قد أعلنت سابقًا أنها تتوقع الدخول في “مشروعين أو ثلاثة” كمبادرات تجريبية لصيانة سفن البحرية الأميركية خلال 2024، ويُعد فوزها بعقد Alan Shepard تأكيدًا لهذه التوقعات، وفتحًا جديدًا لمزيد من العقود المستقبلية.
اقرأ أيضاً…
تحوّل استراتيجي في وادي السيليكون: عندما تفتح OpenAI أبوابها لمواجهة الصين
خطوة نحو الريادة البحرية العالمية
مع دخول هذا العقد حيّز التنفيذ، يُنظر إلى مشروع Alan Shepard كحجر أساس لتوسيع النفوذ الكوري في سوق صيانة السفن العسكرية الأميركية، وهو ما قد يُسرّع وتيرة التعاون الصناعي البحري بين سيول وواشنطن، ويعزز دور كوريا الجنوبية كقوة بحرية صناعية عالمية في خضم المنافسة الدولية على عقود الدفاع.