عرب وعالم

ازمه المهاجرين في سبتة: محاولات خطيرة لعبور البحر وضغوط على النظام المحلي

تشهد مدينة سبتة الإسبانية الواقعة في شمال إفريقيا تصاعدًا ملحوظًا في محاولات المهاجرين عبور مضيق جبل طارق من الساحل المغربي، مما أدى إلى ضغوط كبيرة على النظام المحلي لاستقبال القاصرين واللاجئين. وفي ظل ظروف جوية صعبة، يخاطر المئات بحياتهم عبر السباحة في مياه خطرة، وسط تحذيرات من انهيار قدرة المدينة على التعامل مع هذا التدفق.

محاولات سباحة خطيرة وسط غياب الأمن الكافي

في صباح يوم السبت الماضي، حاول حوالي 100 مهاجر، بينهم عدد من الأطفال، عبور المياه الضبابية إلى سبتة، مستغلين الظروف التي تخفف من رصدهم من قبل قوات الأمن. وأسفرت العملية عن وصول سبعة أطفال إلى الشاطئ، حيث تم تسليمهم للسلطات المحلية، بينما تم اعتراض العشرات الآخرين وإعادتهم إلى المغرب بالتعاون بين الحرس المدني الإسباني وقوات الأمن المغربية.

تتسم هذه المحاولات بالخطورة بسبب التيارات القوية في مضيق جبل طارق، وسياج الحدود البحرية الممتد الذي يفصل بين المغرب وسبتة، ما يجعل السباحة مهمة شاقة ومهددة لحياة القادمين.

أزمة استيعاب القاصرين وضغوط على البنية التحتية

تعاني سبتة من أزمة غير مسبوقة بسبب زيادة أعداد القاصرين الوافدين، حيث تستضيف المدينة أكثر من 528 قاصرًا بينما لا تتوفر سوى 27 مكانًا رسميًا لاستيعابهم. ووصف رئيس حكومة المدينة، خوان خيسوس ريفاس، الوضع بأنه “منهار” وغير مستدام، محذرًا من المخاطر التي تهدد رعاية الأطفال وسلامة المجتمع المحلي.

تسعى السلطات إلى تخفيف الضغط من خلال تنفيذ خطط لإعادة توزيع هؤلاء القاصرين على مناطق أخرى في إسبانيا، حيث تم تمرير مرسوم برلماني يسمح بنقل 4,400 قاصر من جزر الكناري وسبتة ومليلية إلى مناطق أخرى في البلاد.

ردود فعل سياسية واجتماعية متباينة

واجهت خطة إعادة التوزيع انتقادات من الأحزاب اليمينية، مثل حزب الشعب والحزب اليميني المتطرف “فوكس”، التي اعتبرت القرار “غير عادل” وذو تبعات ثقافية واجتماعية معقدة. كما شهدت بعض المناطق مقاطعات اجتماعية ورفضًا لاستقبال القاصرين.

أرقام مروعة في خسائر الأرواح أثناء عبور البحر

تشير تقارير منظمة الهجرة الدولية إلى أن 572 شخصًا فقدوا حياتهم أو اعتبروا في عداد المفقودين أثناء محاولتهم عبور البحر إلى إسبانيا في عام 2024، مع تسجيل 155 حالة وفاة حتى منتصف 2025. ومن بين هؤلاء الضحايا، سبعة أطفال فقدوا حياتهم في محاولات محفوفة بالمخاطر، تعكس خطورة أزمة الهجرة في المنطقة.

 استمرار أزمة الهجرة في سبتة بين محاولات العبور المتزايدة وضغوط الاستيعاب

تواجه سبتة تحديًا كبيرًا في التعامل مع تدفق المهاجرين وخاصة القاصرين، وسط ظروف محفوفة بالمخاطر تعكس هشاشة الوضع على الحدود الإسبانية المغربية. وتبقى الحاجة ماسة لتنسيق أوسع على المستويين الوطني والدولي لإيجاد حلول مستدامة تضمن حماية اللاجئين وتخفيف الأعباء على المدن الحدودية.

اقرا ايضا

مصر تستمر في دعم غزة: القافلة العاشره تعبر الحدود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى