حوادث وقضايا

حرب مواهب الذكاء الاصطناعي تبلغ ذروتها: صراع العمالقه علي العقول النادرة

"الشركات الناشئة والعمالقة يتنافسون على أفضل العقول في مجال الذكاء الاصطناعي"

تشهد صناعة التكنولوجيا سباقًا محمومًا على جذب أفضل العقول في مجال الذكاء الاصطناعي، مع تسابق الشركات الناشئة والمنافسين الكبار في وادي السيليكون لاستقطاب نخبة الباحثين والمهندسين في هذا المجال.

 

نَفين راو، نائب رئيس الذكاء الاصطناعي في شركة Databricks، شبّه هذا السباق بمحاولة العثور على “ليبرون جيمس”، مشيرًا إلى أن عدد الباحثين القادرين على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة لا يتجاوز الألف حول العالم.

 

الشركات الناشئة تبحث عن حلول بديلة

في ظل عدم قدرة الشركات الناشئة على منافسة عروض الرواتب الفلكية التي تقدمها شركات التكنولوجيا الكبرى، تتجه تلك الشركات إلى أساليب بديلة مثل تنظيم “الهاكاثونات” لاكتشاف المواهب الصاعدة في الذكاء الاصطناعي. ويأمل البعض في اكتشاف مطورين شباب يمكن صقل مهاراتهم بدلًا من محاولة التعاقد مع الأسماء اللامعة التي تتسابق عليها جميع الأطراف.

 

التجهيزات التقنية… ورقة تفاوض لا تقل أهمية عن الراتب

في سوق المواهب هذا، لم تعد العروض المالية وحدها كافية. فالإمكانيات التقنية، خصوصًا البنى التحتية القوية مثل امتلاك مراكز بيانات مزودة بمعالجات Nvidia H100 المتطورة، أصبحت عامل جذب لا يقل أهمية.

 

أرافيند سرينيفاس، المدير التنفيذي لشركة Perplexity، كشف العام الماضي عن محاولة فاشلة لإقناع باحث من شركة Meta بالانضمام إلى شركته، حيث جاءه الرد: “عُد إليّ حين تمتلك 10,000 وحدة H100”. وأشار سرينيفاس إلى أن الحصول على هذه الموارد سيتطلب “مليارات الدولارات وما بين خمس إلى عشر سنوات”.

 

تدخل شخصي من كبار المديرين التنفيذيين

مع تصاعد حدة المنافسة، لم يتردد كبار المديرين التنفيذيين في التدخل شخصيًا في عمليات التوظيف. إذ أفاد أحد العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي أنه فوجئ بتلقي رسالة بريد إلكتروني بشأن وظيفة من مارك زوكربيرغ نفسه، في حين ذكرت تقارير إعلامية حديثة أن زوكربيرغ أصبح يستضيف المرشحين في منزله لتناول العشاء على أمل إقناعهم بالانضمام إلى Meta، التي قدمت بالفعل عروضًا سخية تتراوح بين سبعة وتسعة أرقام (ملايين الدولارات).

 

ولم يكن زوكربيرغ الوحيد. إذ ذكر أحد الخبراء أنه تلقى اتصالًا مباشرًا من سام ألتمان، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في محاولة شخصية منه لتوظيفه.

 

نافذة زمنية مفتوحة”… ولابد من اقتناصها

دان بورتيو، مؤسس شركة Sweat Equity Ventures، صرح سابقًا بأن هناك “تنافسًا بين الرؤساء التنفيذيين عبر البريد الإلكتروني” لجذب أفضل الكفاءات. وعلّقت جاكلين رايس نيلسون، الرئيسة التنفيذية لشركة Tribe AI، على هذه الظاهرة قائلة: “هناك شعور عام لدى قادة الشركات بأننا نعيش لحظة استثنائية… لذلك يستخدمون كل ورقة ممكنة للفوز بالمواهب والصفقات”.

 

الجامعات.. جبهة التجنيد المبكر

في هذا السياق، توجهت الشركات أيضًا إلى الجامعات، محاولة استقطاب طلاب البكالوريوس والدراسات العليا من أصحاب التخصصات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، عارضةً عليهم رواتب مجزية وفرصًا ضخمة للبحث العلمي.

 

المستقبل الوظيفي تحت مجهر الذكاء الاصطناعي

وسط هذه المعركة المحتدمة، يطرح البعض تساؤلات حول الأثر بعيد المدى لهذه التكنولوجيا على سوق العمل ككل. ولكن بالنسبة للباحثين القادرين على بناء هذه النماذج المتطورة، يبقى التحدي الوحيد هو: أي عرض عمل هو الأفضل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى