عربي وعالمي

الجارديان تصاعد سباق التسلح العالمي: اختبارات نووية، تعزيزات جوية، وصفقات دفاعية كبرى

تشهد الساحة العسكرية الدولية حالة من التوتر المتصاعد على أكثر من محور،حيث تتقاطع اختبارات الأسلحة النووية مع تسارع وتيرة سباق التسلح الجوي، وتتحرك القوى الإقليمية الكبرى لتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية عبر تطوير أنظمة متقدمة وإبرام صفقات نوعية. هذه التحركات تعكس مشهدًا عالميًا أصبح فيه الردع الاستراتيجي والتفوق النوعي عناصر حاسمة في حسابات الأمن القومي، وسط بيئة دولية مشحونة ومفتوحة على احتمالات التصعيد.

في هذا الإطار، برزت عدة تطورات لافتة خلال يوم الجمعة 15 أغسطس 2025، كان من أبرزها ما يتعلق بالتحركات الروسية، والخطوات الدفاعية في الخليج، والمفاجأة الباكستانية التي أثارت قلقًا في إسرائيل.

روسيا تلوّح باختبار صاروخ نووي فريد

وفق مؤشرات استخباراتية غربية، تتهيأ موسكو لإجراء تجربة جديدة لصاروخ “بوريفيستنيك” النووي بعيد المدى، قبل القمة المرتقبة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في ولاية آلاسكا الأمريكية. هذا الصاروخ يتميز بمدى غير محدود، ومسارات طيران معقدة، وقدرة على الطيران على ارتفاعات منخفضة بفضل مفاعل نووي صغير، ما يجعله قادرًا على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الحديثة. ورغم سجلّه الذي تضمن إخفاقات منذ بدء تجاربه عام 2016، فإن نجاح أي اختبار جديد سيعزز الموقف التفاوضي لروسيا في الملفات الإستراتيجية، لكنه في الوقت نفسه يرفع مستوى القلق من دخول العالم مرحلة جديدة من سباق التسلح النووي.

تعزيز الأسطول الجوي الروسي بمقاتلات Su-34M

أعلنت “يونايتد إيركرافت كوربوريشن” عن تسليم دفعة جديدة من مقاتلات Su-34M للقوات الجوية الروسية، في إطار خطة إنتاج مكثفة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. هذه المقاتلة، المشتقة من تصميم Su-27، تجمع بين المدى الطويل الذي يقترب من قدرات القاذفات الإستراتيجية، وإمكانية حمل ذخائر متنوعة، إضافة إلى تجهيزات استطلاع متقدمة. وفي العمليات القتالية، أثبتت قدرتها على توجيه ضربات دقيقة باستخدام قنابل FAB-3000 من خارج نطاق الدفاعات الجوية. وتشير التوقعات إلى أن عددها قد يصل إلى 300 طائرة بحلول أوائل الثلاثينيات، مما يجعلها عنصرًا محوريًا في العقيدة الجوية الروسية.

البحرين تحصل على أنظمة “هيمارس” الأمريكية

وافقت واشنطن على بيع البحرين أربعة أنظمة صواريخ مدفعية عالية الحركة من طراز M142 “هيمارس” بقيمة 500 مليون دولار، تشمل معدات دعم وصيانة وبرامج تدريب. يُعرف هذا النظام بقدرته على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى، وقد أثبت فعاليته في عدة ساحات قتال، منها أوكرانيا والعراق. الصفقة تأتي ضمن مساعي واشنطن لتعزيز دفاعات حلفائها الخليجيين ودمجهم في شبكة القيادة والسيطرة الأمريكية بالمنطقة، ما يمنح المنامة قدرة أكبر على الردع وتنفيذ عمليات سريعة ضد أهداف إستراتيجية.

باكستان تكشف عن صاروخ “فاتح-4” بمدى 750 كم

في خطوة أثارت اهتمامًا واسعًا وقلقًا إسرائيليًا، أعلنت باكستان عن تطوير صاروخ كروز جديد باسم “فاتح-4″، يتمتع بمدى يصل إلى 750 كيلومترًا ودقة إصابة لا تتجاوز 5 أمتار. الصاروخ محمول على منصات “تايان” الصينية المتحركة، ومزود برأس حربي يزن 330 كيلوجرامًا، قادر على ضرب مراكز القيادة والقواعد الجوية والبنى التحتية الحيوية. ورغم أن تطويره جاء أساسًا لموازنة القوة مع الهند، فإن قدراته تجعل منه مصدر قلق في إسرائيل، خصوصًا إذا ما تم تصديره إلى دول في الشرق الأوسط، وهو احتمال تزداد أهميته مع توسع العلاقات الدفاعية بين إسلام آباد وبعض العواصم العربية.

هذه التطورات مجتمعة ترسم صورة واضحة لمرحلة جديدة من سباق التسلح الدولي، حيث تختلط رسائل الردع الاستراتيجي بإعادة تشكيل موازين القوى الإقليمية، في ظل بيئة سياسية وأمنية عالمية مرشحة لمزيد من التصعيد والتعقيد.

اقرأ أيضاً:

عبد العاطي يشيد بالعلاقات التاريخية بين مصر واليونان

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى