عربي وعالمي

احتجاج داخل مايكروسوفت: الموظفون يتمردون على علاقة الشركة بالجيش الإسرائيلي

 

شهدت الساعات الماضية تطوراً لافتاً داخل مقر شركة مايكروسوفت في ريدموند بولاية واشنطن، حيث احتل العشرات من موظفيها إحدى البنايات الرئيسية احتجاجاً على ما اعتبروه “تورطاً مباشراً” للشركة في دعم العمليات الإسرائيلية في غزة. جاء ذلك بعد تقارير صحفية كشفت أن منصة “أزور” السحابية، التابعة لمايكروسوفت، تُستخدم لتخزين بيانات مراقبة جمعتها إسرائيل عن الفلسطينيين. هذه الخطوة أثارت عاصفة من الغضب بين الموظفين الذين يرون أن الشركة باتت شريكاً غير مباشر في سياسات القمع، الأمر الذي يطرح أسئلة معقدة حول أخلاقيات التكنولوجيا ودور الشركات العملاقة في النزاعات المسلحة.

جذور الغضب داخل مايكروسوفت

بدأت حالة التململ بين الموظفين قبل أشهر مع تداول معلومات عن عقود غير معلنة بين مايكروسوفت ومؤسسات عسكرية إسرائيلية. لكن التقرير الأخير الذي كشف استخدام خدمات “أزور” لتخزين بيانات مراقبة حساسة للفلسطينيين، فجّر الموقف بشكل غير مسبوق، ودفع العاملين للاحتجاج العلني داخل مقرات الشركة.

الاعتصام داخل الحرم الرئيسي

الاحتجاج لم يقتصر على بيانات داخلية أو رسائل احتجاج، بل تطور إلى اعتصام فعلي في المقر الشرقي للشركة. العشرات جلسوا داخل المبنى، رافعين شعارات تطالب بإنهاء التعاون مع الجيش الإسرائيلي، ومؤكدين أن استمرار هذه العلاقة يضع سمعة مايكروسوفت على المحك.

موقف الموظفين: أخلاقيات قبل الأرباح

المحتجون يرون أن الشركة، التي ترفع شعار “تمكين كل شخص ومنظمة لتحقيق المزيد”، تخالف مبادئها عندما توفر أدوات تُستخدم في مراقبة وقمع المدنيين. وأكد بعض المشاركين أن التكنولوجيا يجب أن تكون وسيلة لتحسين الحياة لا لتأجيج الصراعات أو تمكين أنظمة الاحتلال.

خلفية الصراع التكنولوجي في غزة

إسرائيل تعتمد بشكل متزايد على تقنيات المراقبة لجمع البيانات عن الفلسطينيين، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وتحليل الصور. مايكروسوفت، بحسب التقارير، وفرت البنية التحتية لهذه العمليات عبر خدماتها السحابية، وهو ما يجعلها، من وجهة نظر المنتقدين، شريكاً في توسيع دائرة الانتهاكات.

إدارة مايكروسوفت تحت الضغط

حتى الآن، لم تصدر الشركة تعليقاً رسمياً يوضح تفاصيل العقود أو يرد على الاتهامات. لكن الضغوط الداخلية تتزايد، خاصة مع تهديد بعض الموظفين بالاستقالة إذا لم يُتخذ موقف واضح. هذه الأزمة تعيد إلى الأذهان احتجاجات سابقة في شركات مثل غوغل وأمازون ضد عقود مماثلة مع جهات عسكرية.

ردود فعل أوسع

الاحتجاج داخل مايكروسوفت لم يمر دون صدى خارجي. ناشطون حقوقيون وجماعات داعمة للقضية الفلسطينية رحبوا بالخطوة، معتبرين أنها دليل على أن العاملين في كبرى الشركات التكنولوجية لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام توظيف منتجاتهم في النزاعات المسلحة.

اختبار لصورة الشركة العالمية

مايكروسوفت لطالما سعت إلى تقديم نفسها كفاعل مسؤول في المجتمع الدولي، لكن هذه الأزمة تمثل اختباراً حقيقياً لمدى التزامها بمبادئ الشفافية والمسؤولية الاجتماعية. فالمسألة لم تعد تتعلق بمنافسة تجارية، بل بصراع أخلاقي على استخدام التكنولوجيا.

ما بعد الاحتجاج: إلى أين؟

لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت مايكروسوفت ستعيد النظر في علاقاتها مع الجيش الإسرائيلي، أو ستواصل التزام الصمت. لكن المؤكد أن هذه الأزمة ستفتح نقاشاً أوسع حول ضرورة فرض ضوابط أكثر صرامة على عقود شركات التكنولوجيا مع الحكومات، خصوصاً في مناطق النزاع.

اقرا ايضا

سعر الذهب اليوم في مصر: استقرار ملحوظ في الأسعار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى