ماسك يتوصل إلى تسوية مبدئية مع موظفي تويتر السابقين بعد نزاع قضائي طويل

مقدمة
بعد صراع قانوني استمر لسنوات بين إيلون ماسك وموظفي تويتر المسرّحين، أعلنت وثائق قضائية أن الجانبين توصلا إلى اتفاق مبدئي للتسوية بشأن مستحقات التعويضات المالية التي يطالب بها آلاف العاملين السابقين. القضية، التي بدأت منذ استحواذ ماسك على تويتر في 2022 وإعادة تسميته إلى “إكس”، سلطت الضوء على أسلوب الإدارة الجديد الذي تبناه الملياردير الأمريكي، والذي تضمن عمليات تسريح جماعية أثارت موجة من الدعاوى القضائية والتساؤلات حول التزامات الشركة تجاه موظفيها.
اتفاق مبدئي بعد سنوات من النزاع
بحسب ملف قضائي صدر الأربعاء، طلب محامو الطرفين تأجيل جلسة كانت مقررة في 17 سبتمبر المقبل، لإتاحة الوقت لإتمام تفاصيل التسوية. لم يتم الكشف عن حجم التعويض أو صيغة الاتفاق، ما يترك الغموض قائمًا بشأن ما إذا كان الموظفون المسرّحون سيحصلون على كامل مطالبهم أو جزء منها.
مطالبات بمئات الملايين
الدعوى قادها كل من كورتني ماكميلان ورونالد كوبر، بالنيابة عن آلاف الموظفين، حيث طالبوا بما يقارب 500 مليون دولار كتعويضات. الاتهام الأساسي تمثل في أن الشركة خالفت خطة تعويضات معتمدة منذ عام 2019، والتي تنص على دفع راتبين إضافيين على الأقل، إضافة إلى مبالغ أخرى مرتبطة بمدة الخدمة.
تسريح جماعي غير مسبوق
مع إتمام صفقة الاستحواذ على تويتر مقابل 44 مليار دولار، نفذ ماسك أكبر حملة فصل في تاريخ الشركة، حيث ألغى أكثر من 6,000 وظيفة. الإجراءات استهدفت بشكل خاص أقسام الإشراف على المحتوى والاتصالات، ما أثار قلقًا بشأن سلامة المنصة وحيادها، ودفع الموظفين لرفع سلسلة من القضايا بعضها ما زال منظورًا أمام المحاكم.
انتكاسات قانونية سابقة
اللافت أن هذه التسوية تأتي بعد عام واحد فقط من انتصار قضائي لماسك، حين رفضت قاضية فيدرالية النظر في الدعوى استنادًا إلى أن قانون “إريسا” المتعلق بخطط المزايا لا يشمل المطالب المطروحة. هذا القرار أجبر الموظفين على استئناف القضية، قبل أن ينجحوا الآن في فرض تسوية على الطرف الآخر.
امتداد النزاع إلى الإدارة السابقة
القضية الحالية ليست الوحيدة التي تواجه ماسك. إذ يخوض نزاعًا قضائيًا منفصلًا مع المدير التنفيذي السابق باراغ أغراوال وعدد من كبار المسؤولين التنفيذيين، الذين يتهمونه بعدم دفع 128 مليون دولار من تعويضات نهاية الخدمة المستحقة لهم.
صفقة استحواذ مثيرة للجدل
منذ البداية، كانت صفقة الاستحواذ على تويتر مثار جدل واسع، سواء بسبب قيمتها الضخمة (44 مليار دولار) أو بسبب أسلوب الإدارة الذي اتبعه ماسك لاحقًا. عمليات التسريح، وإعادة الهيكلة الجذرية، والتغييرات المثيرة للجدل على المنصة، جعلت “إكس” نموذجًا لدراسة العلاقة بين استراتيجيات المليارديرات وبين حقوق الموظفين وسوق العمل.