أخبار مصر

القطار الكهربائي السريع يقترب من التشغيل الرسمي منتصف 2026

 

تواصل مصر تنفيذ واحد من أضخم مشاريع النقل في تاريخها وهو القطار الكهربائي السريع الذي يُعد نقلة نوعية في البنية التحتية، حيث يُنتظر افتتاح خطه الأول الرابط بين العين السخنة – الإسكندرية – العلمين – مرسى مطروح منتصف عام 2026. هذا الخط لا يُعتبر مجرد وسيلة انتقال، بل مشروع قومي استراتيجي يربط بين الموانئ على البحر الأحمر والبحر المتوسط، ويُحقق لأول مرة ربطًا مباشرًا بين محافظات شرق مصر وغربها مرورًا بالدلتـا والساحل الشمالي.

تفاصيل الخط الأول ومكوناته الفنية

يبلغ طول الخط الأول حوالي 660 كيلومترًا، ويتضمن 21 محطة ما بين محطات للقطار السريع ومحطات إقليمية لخدمة مختلف المدن الواقعة على المسار. التصميم الهندسي للمشروع يضمن سرعات تشغيلية تصل إلى 230 كم/س للقطار السريع، و160 كم/س للقطار الإقليمي، فيما تعمل قطارات البضائع بسرعة تصل إلى 120 كم/س لتأمين حركة نقل تجاري موازية.

يتكون المشروع في مرحلته الأولى من 15 قطارًا سريعًا و34 قطارًا إقليميًا و14 جرارًا لنقل البضائع، ما يتيح تشغيل رحلات مكثفة على مدار اليوم، ويضمن تقليل زمن الانتظار وتيسير حركة المواطنين والبضائع بين المحافظات.

الجدول الزمني لمراحل التنفيذ

انطلقت أعمال الحفر والبناء منذ عام 2021 بمشاركة كبرى الشركات الوطنية والدولية. وبحسب تقارير حكومية، كان مُخططًا للتشغيل الجزئي أن يبدأ في عام 2024، إلا أن تعديلات على التصميم وزيادة حجم المحطات أدت إلى تمديد الجدول الزمني، ليُعلن رسميًا أن التشغيل الكامل سيكون في يونيو 2026 وفقًا لما ورد عن رئاسة الجمهورية. وتشير بيانات موسوعة ويكيبيديا العربية إلى أن التشغيل التجاري الكامل قد يمتد حتى نهاية 2026، أي خلال شهري نوفمبر أو ديسمبر، وهو ما يعكس ضخامة المشروع وحجم التجهيزات الجارية.

العوائد الاقتصادية والاستراتيجية للمشروع

لا يقتصر أثر القطار الكهربائي السريع على خدمة الركاب فقط، بل يمتد ليكون جزءًا من خطة أشمل لتنمية الممرات الاقتصادية في مصر. إذ سيؤدي إلى:

ربط الموانئ البحرية مثل العين السخنة والإسكندرية والعلمين، ما يخلق شبكة لوجستية متكاملة.

خفض زمن الرحلات بين القاهرة والساحل الشمالي إلى أقل من ساعتين ونصف بدلًا من 5 ساعات بالطرق التقليدية.

تنشيط حركة السياحة الداخلية والخارجية من خلال ربط المقاصد الساحلية بالمدن الكبرى والمطارات.

المساهمة في خفض انبعاثات الكربون نظرًا لاعتماده على الطاقة النظيفة، ما يتوافق مع التزامات مصر تجاه قضايا البيئة والمناخ.

التمويل والتعاون الدولي

المشروع يتم بالتعاون بين الحكومة المصرية وتحالف من الشركات العالمية بقيادة شركة “سيمنز” الألمانية، إلى جانب شركات وطنية مصرية تتولى أعمال التنفيذ والبنية التحتية. وقد وُقّعت عقود بقيمة 8.1 مليار يورو تشمل ليس فقط الخط الأول ولكن الشبكة الكاملة المكونة من ثلاثة خطوط رئيسية بطول يتجاوز 2250 كيلومترًا.

محطات بارزة على مسار الخط

من أبرز المحطات التي يتضمنها الخط الأول:

العين السخنة: نقطة البداية على البحر الأحمر.

العاصمة الإدارية الجديدة: مركز حيوي جديد يجمع الوزارات والمؤسسات.

6 أكتوبر: منطقة صناعية وتجارية كبرى غرب القاهرة.

الإسكندرية: الميناء الأكبر على البحر المتوسط.

العلمين الجديدة: إحدى مدن الجيل الرابع التي تستهدف جذب استثمارات ضخمة.

مرسى مطروح: الوجهة النهائية التي تربط السياحة الساحلية بالموانئ.

هذه المحطات ستجعل القطار الكهربائي السريع وسيلة ربط استراتيجي بين المراكز الاقتصادية والسياحية والسكانية.

الأثر المتوقع على حياة المواطنين

المنتظر أن يخدم الخط الأول ملايين الركاب سنويًا، ويوفر وسيلة نقل آمنة وسريعة ومريحة تقلل من حوادث الطرق الناتجة عن الزحام. كما أنه سيخفض كلفة النقل على المدى البعيد، خاصة مع تشغيل قطارات البضائع التي ستخفف الضغط على الطرق السريعة وتزيد من سرعة التوزيع التجاري.

اقرا ايضا

فيتنام تدشن أول سفينة انزال برمائيه محليه الصنع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى