رحيل إيون إيليسكو: رئيس رومانيا الأسبق عن عمر ناهز 95 عامًا

أعلنت الحكومة الرومانية، اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025، وفاة الرئيس الأسبق إيون إيليسكو عن عمر يناهز 95 عامًا، وذلك في العاصمة بوخارست.

وجاء في بيان رسمي نقلته صحيفة رومانيا جورنال:

“تعلن الحكومة الرومانية ببالغ الأسى وفاة الرئيس الأسبق إيون إيليسكو اليوم الثلاثاء الموافق 5 أغسطس 2025، في مستشفى آجريبا إيونيسكو للطوارئ في بوخارست، حيث كان يتلقى الرعاية الصحية خلال الفترة الأخيرة”.

سيرة سياسية حافلة ومحطات تاريخية

يُعد إيون إيليسكو من أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ رومانيا المعاصر. فقد صعد إلى سدة الحكم عقب الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الديكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو في ديسمبر 1989. كان إيليسكو حينها أحد رموز الجناح الإصلاحي في الحزب الشيوعي، وتمكن من كسب ثقة الجماهير بوصفه أحد الأصوات المعتدلة التي دعت إلى الانتقال السلمي نحو الديمقراطية.

تولى إيليسكو منصب رئيس البلاد لأول مرة عام 1989، وظل في الحكم حتى عام 1996. ثم عاد إلى الرئاسة مجددًا بعد فوزه في الانتخابات عام 2000، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2004. خلال هذه الفترات، لعب دورًا محوريًا في توجيه البلاد خلال مرحلة ما بعد الشيوعية، وكان من الأصوات الداعمة للانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.

الجدل والانتقادات التي رافقت مسيرته

رغم شعبيته في بداياته، إلا أن فترة حكم إيليسكو لم تخلُ من الجدل. فقد وُجهت له انتقادات واسعة بسبب تعامله مع المعارضة خلال احتجاجات 1990، عندما دعا عمال المناجم إلى التدخل في العاصمة لقمع المحتجين، فيما عُرف لاحقًا بـ”حادثة المنيريات”. كما اتُهم إيليسكو لاحقًا بالتباطؤ في محاسبة رموز النظام السابق وبالإبقاء على بعض الوجوه الشيوعية داخل أجهزة الدولة.

وفاة تمثل نهاية جيل سياسي بأكمله

بوفاة إيون إيليسكو، تُطوى صفحة من صفحات التاريخ الروماني الحديث، حيث كان يمثل جسرًا بين عهد الشيوعية وما بعده. وبرحيله، تخسر الساحة السياسية الرومانية أحد أقدم وجوهها، وأكثرهم جدلاً وتأثيرًا. ومن المتوقع أن تُقام له جنازة رسمية خلال الأيام المقبلة، بمشاركة عدد من كبار المسؤولين والشخصيات العامة في رومانيا وخارجها.

اقرأ أيضاً…

فرنسا تعترف بدولة فلسطين: بداية تحوّل دولي في مواجهة الإبادة في غزة

ردود فعل دولية ومحلية مرتقبة

حتى اللحظة، لم تصدر بيانات رسمية من قادة العالم، إلا أن خبر الوفاة أثار ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في رومانيا، حيث استذكر الكثيرون مآثره وإنجازاته، في حين أعاد آخرون التذكير بملفات مثيرة للجدل مرتبطة بفترة حكمه.