عربي وعالمي

نشأة شعبانة محمود بين بريطانيا والسعودية

في رحلة حياة تجمع بين الجذور الآسيوية والخبرة الغربية، وبين القيم الأسرية والطموح المهني، تبرز شعبانة محمود كواحدة من أبرز الأسماء المسلمة في الحياة السياسية البريطانية المعاصرة. وُلدت شعبانة في 17 سبتمبر 1980 بمدينة سمول هيث في برمنجهام، لعائلة مسلمة من أصول باكستانية هاجرت إلى المملكة المتحدة في ستينيات القرن الماضي بحثًا عن حياة أفضل.

نشأة مزدوجة بين بريطانيا والسعودية

رغم ولادتها ونشأتها الأولى في بريطانيا، فإن شعبانة قضت سنوات من طفولتها في مدينة الطائف بالسعودية، حيث انتقلت العائلة مؤقتًا لأسباب تتعلق بعمل والدها. هذا التنقل بين الثقافات ساهم في تشكيل وعيها المبكر بالقضايا الاجتماعية والهويات المتعددة، وجعل منها شخصية ذات فهم عميق للتنوع الثقافي والديني.

عادت لاحقًا إلى المملكة المتحدة لتستكمل تعليمها، وهو ما فتح أمامها أبواب التميز الأكاديمي والمهني.

تفوق أكاديمي في أعرق المؤسسات

التحقت شعبانة بمدرسة King Edward VI Camp Hill للبنات، وهي من المدارس الثانوية المرموقة في برمنجهام، ثم تابعت مسيرتها التعليمية في جامعة أكسفورد – كلية لينكولن، حيث درست القانون. شكل هذا الاختيار نقطة تحول في مسارها، إذ مهد لها الطريق نحو مهنة المحاماة ثم السياسة.

بعد التخرج، عملت محامية متخصصة في القانون المدني، وتحديدًا في القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، ما عزز مكانتها كصوت قانوني نشط في الدفاع عن الفئات المهمشة.

دخول الحياة السياسية

لم يكن التزام شعبانة بالقضايا العامة حديثًا؛ فقد انخرطت مبكرًا في العمل السياسي عبر حزب العمال البريطاني، وتدرجت في صفوفه حتى أصبحت عضوًا في البرلمان عن دائرة برمنجهام ليديود منذ عام 2010، كأول امرأة مسلمة محجبة تُنتخب لعضوية البرلمان البريطاني.

تميزت شعبانة في البرلمان بمواقفها الصريحة والمبدئية، خصوصًا في القضايا المرتبطة بالعدالة الاجتماعية، ومناهضة الإسلاموفوبيا، والدفاع عن حقوق الأقليات والمهاجرين. كما لعبت دورًا مهمًا في لجان الشؤون القانونية، وساهمت في طرح مبادرات تعزز الشفافية في نظام العدالة الجنائية البريطاني

أدوار قيادية متقدمة

إضافةً إلى عملها النيابي، تولّت شعبانة محمود مناصب قيادية داخل حزب العمال، كان من أبرزها منصب المدعية العامة في حكومة الظل، وهي مناصب تثبت ثقة الحزب بقدراتها المهنية والسياسية. وفي كل موقع، كانت تمثل جسرًا بين الجاليات المسلمة وصناع القرار في بريطانيا، مما عزز من مكانتها كواحدة من أهم النساء المسلمات في الحياة السياسية البريطانية.

نموذج ملهم لنساء الجاليات

تُعتبر شعبانة محمود مثالًا ملهمًا للنساء من خلفيات مهاجرة، حيث أثبتت أن التقاليد الثقافية والدينية لا تتعارض مع الطموح السياسي والانخراط الفعال في الحياة العامة. وسواء في البرلمان أو خارجه، تُواصل الدفاع عن قضايا العدالة والمساواة، محتفظةً بجذورها، ومؤكدة أن الهُوية المتعددة هي قوة لا عبء.

اقرا أيضاً:

ترامب يدرس ضربات عسكرية ضد فنزويلا بذريعة مكافحة المخدرات

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى