الطائرات الروسية تثير القلق مجددًا قرب ألاسكا

كشفت جريدة “Defence News” نقلاً عن قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية NORAD أن طائرات مقاتلة أمريكية اعترضت أربع طائرات حربية روسية أثناء تحليقها قرب ألاسكا، في حادث جديد يعكس استمرار التوتر بين القوتين. ويُعد هذا التطور الثالث خلال شهر واحد، والتاسع منذ بداية العام، ما يثير تساؤلات حول أهداف موسكو من تكرار هذه الاستفزازات الجوية. الحادثة تأتي في وقت حساس يشهد فيه الملف الأوكراني تصعيدًا متسارعًا، مع تصاعد الضغوط الغربية على روسيا، وتحذيرات الناتو من أي انتهاك لمجاله الجوي. هذه المعطيات تضفي أبعادًا سياسية وأمنية جديدة على المشهد الدولي.
تفاصيل عملية الاعتراض الأمريكية
وأوضح بيان “نوراد” أن طائراته رصدت الأربعاء الماضي طائرتين استراتيجيتين من طراز “توبوليف 95” إلى جانب مقاتلتين “سوخوي 35” داخل منطقة تحديد الدفاع الجوي بألاسكا. وعلى الفور، أقلعت تسع طائرات أمريكية بينها طائرة إنذار مبكر “E-3 سنتري”، وأربع مقاتلات “إف-16″، وأربع طائرات للتزود بالوقود “كيه سي-135” من أجل اعتراضها. وأكد البيان أن الطائرات الروسية التزمت بالبقاء في المجال الجوي الدولي، ولم تدخل الأجواء السيادية الأمريكية أو الكندية، مشددًا على أن مثل هذه الأنشطة الروسية تتكرر بشكل روتيني ولا تُعتبر تهديدًا مباشرًا.
سياق سياسي متوتر وتصريحات مثيرة
جاء هذا التطور بعد يومين من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي فاجأت المراقبين، إذ رجّح قدرة أوكرانيا على استعادة كامل أراضيها من روسيا، في تراجع واضح عن مواقفه السابقة الداعية كييف إلى تقديم تنازلات لوقف الحرب. ترامب ذهب أبعد من ذلك عندما دعا حلف شمال الأطلسي إلى إسقاط أي طائرة روسية تنتهك أجواءه، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن دعم واشنطن لحلفائها “سيعتمد على الظروف”، ما أطلق جدلًا واسعًا حول التزامه تجاه أمن الحلف.
الناتو يحذر وموسكو تتجاهل
في موازاة ذلك، شدد حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع على أنه سيستخدم “كل الوسائل الضرورية” للدفاع عن أعضائه، بعد إسقاط طائرات مسيّرة روسية فوق بولندا، وتوثيق اختراق مقاتلات روسية لأجواء إستونيا. ورغم هذه التحذيرات، واصل الكرملين تكثيف ضرباته على أوكرانيا، رافضًا الانخراط في أي محادثات جدية. ويُذكر أن ترامب كان قد أعلن عقب قمته الأخيرة مع فلاديمير بوتين في ألاسكا عن نيته التوسط للقاء بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، غير أن موسكو لم تُبدِ أي تجاوب، مفضلة التصعيد العسكري على طاولة الحوار.