الاقتصاد

فايننشال تايمز: إلى أي مدى يتمتع الاحتياطي الفيدرالي بالاستقلالية فعلًا؟

استقلالية البنوك المركزية تُعتبر ركيزة أساسية لدى الأكاديميين وصنّاع السياسات. لكن في الولايات المتحدة، تعرّض الاحتياطي الفيدرالي لضغوط مباشرة من الرئيس دونالد ترامب، الذي يواصل هجماته على رئيس الفيدرالي جيروم باول منذ 2018، وزادت حدتها في فترته الثانية.

مؤخرًا، عيّن ترامب أحد أقرب حلفائه، ستيفن ميران، في مجلس المحافظين لدفع خفض أسعار الفائدة، بينما ينتظر الجميع حكم المحكمة العليا حول ما إذا كان يملك صلاحية عزل الحاكمة ليزا كوك.

موقع الفيدرالي مقارنة بنظرائه

بحسب مؤشرات أكاديمية لقياس استقلالية البنوك المركزية – مثل مؤشر CBIE الذي طوره دافيدي روميللي – فإن الفيدرالي لا يحتل القمة بل يقع في منتصف الترتيب العالمي:

يتفوق على بنك إنجلترا وبنك اليابان.

لكنه يأتي خلف البنك المركزي الأوروبي، البنك السويدي، وحتى بنك الشعب الصيني وفقًا للقياس الشكلي.

السبب: الفيدرالي قوي في السياسة النقدية ومنع الإقراض المباشر للحكومة، لكنه أقل وضوحًا في تحديد أهدافه القانونية، كما أن السلطة التنفيذية لا تزال تملك ثغرات للتأثير على مجلس المحافظين.

الدروس من المؤشرات

هذه المؤشرات تكشف «سطح الهجوم» الذي يمكن أن يستغله الساسة للتأثير على الاستقلالية. أي أن ثغرة واحدة كافية لإضعاف الاستقلالية عمليًا، مهما بدت الصورة قوية على الورق. بينما أغلقت بنوك مركزية أخرى حول العالم العديد من هذه الثغرات، ظل الفيدرالي على وضعه دون تطوير مؤسسي.

الخلاصة

الفيدرالي ليس مستقلًا كما يُصوَّر أحيانًا، لكنه أيضًا ليس تحت السيطرة المباشرة للبيت الأبيض. ومع ذلك، استمرار ضغوط ترامب – سواء عبر التعيينات أو محاولات العزل – قد يُظهر أن جمود النظام الداخلي للفيدرالي مقارنة بتطور المؤسسات الأخرى حول العالم قد يصبح نقطة ضعف حقيقية.

اقرأ أيضاً:

التضخم في ألمانيا يبلغ 2.4% في سبتمبر: أعلى مستوى خلال 2025 وسط ارتفاع أسعار الخدمات

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى