عرب وعالم

زعيم معارض كوبي يغادر السجن إلى المنفى في الولايات المتحدة

أُطلق سراح أحد أبرز قادة المعارضة في كوبا، خوسيه دانيال فيرير (55 عاماً)، يوم الاثنين، وغادر الجزيرة على الفور مع أسرته متوجِّهاً إلى الولايات المتحدة بقرار اتخذ بعد طلب رسمي من الحكومة الأمريكية، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية الكوبية.

في رسالة نشرها الشهر الماضي أكّد فيرير أنه يريد مغادرة البلاد بسبب ظروف الاحتجاز القاسية والتهديدات الموجهة إلى عائلته، مشيراً إلى أنه تعرّض «لضربات وتعذيب وإذلال وتهديدات وظروف قاسية».

ووصف وزير الخارجية (أو البيان الرسمي) الخطوة باعتبارها استجابة لطلب أمريكي؛ فيما رحّب وزير الدولة ماركو روبيو بوصول فيرير إلى ميامي، مشيراً إلى أن قيادة فيرير ونضاله المتواصل شكّلا تهديداً للنظام القائم.

يُعد فيرير من قادة المعارضة الذين واجهوا السجن مراراً؛ فقد اعتُقل ضمن مجموعة من 75 ناشطاً عام 2003، ووُصِفوا في حينه بأنهم «سجناء ضمير» من قبل منظمات حقوقية دولية. كما شارك في تظاهرات واسعة عام 2021 التي اهتزت إثرها السلطة في الجزيرة، وأُعتقل ثم حُكم عليه بأربع سنوات قبل أن يُفرَج عنه في صفقة رعتها الفاتيكان في يناير خلال الأيام الأخيرة لإدارة بايدن.

بعد تولّي إدارة ترامب عادت العلاقات المتقلبة إلى التوتر، وأُعيد إدراج كوبا على قوائم رعاية الإرهاب، إذ أعيد فيرير إلى السجن لاحقاً، حيث تدهورت صحته وفق تقارير متكررة.

مغادرة فيرير تمثل خسارة مؤلمة للحراك المعارض داخل الجزيرة، إذ تأتي في وقت تمرّ فيه كوبا بأسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، ويتزايد هجرة الشباب بحثاً عن فرص بالخارج. وفي الوقت نفسه رحّب كثيرون من المجتمع المناهض للنظام بخروجه بعد سنوات من المعاناة، معتبرين أن القرار شخصي وناجم عن ضغط لا يطاق.

قال جو غارسيا، سياسي أمريكي من أصول كوبية ومقيم في ميامي، إن «اليوم حزين لكل الكوبيين عندما يصبح الحل السياسي للخلافات هو الخروج من البلاد»، لكنه أضاف أن قليلين سينتقدون قرار فيرير بعد كل ما مرّ به من تضحيات وتهديدات.

على صعيد الحقوق، أشار فيرير قبل أيام إلى أن فترات طويلة من العزل الانفرادي ومنع الزيارات الهاتفية والعائلية «دفنته حياً» ورغّبت في دفعه للاختيار بين البقاء في مواجهة القمع أو المغادرة حفاظاً على حياته وعائلته.

لا تزال شخصيات معارضة أخرى محتجزة ويُنظر إليهم كسجناء سياسيين بحسب منظمات حقوقية، من بينهم فنانون وناشطون بارزون شاركوا في حملة «باتريا ي فيدا» (الوطن والحياة).

اقرأ أيضاً:

الصين تخفض أسعار البنزين والديزل تماشياً مع تراجع أسعار النفط العالمية

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى