في تطور مفاجئ هز الأسواق العالمية، شهدت وول ستريت واحدة من أعنف موجات الهبوط منذ ذروة أزمة كوفيد-19 عام 2020، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة تُعد الأعلى في تاريخ الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز، فقد تسببت هذه القرارات الاقتصادية المفاجئة في تراجع حاد بمؤشرات الأسهم الأمريكية، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 4.8%، في حين هوى مؤشر ناسداك بنسبة 6%، مسجلين أسوأ أداء يومي لهما منذ الجائحة.
تفاصيل الرسوم الجمركية التي أربكت الأسواق
أعلن ترامب عن فرض ضريبة 10% على جميع الواردات الأمريكية اعتبارًا من 5 أبريل، إضافة إلى رسوم تصل إلى 50% على عشرات الدول اعتبارًا من 9 أبريل. وقد أثارت هذه الخطوة مخاوف المستثمرين من تصاعد التضخم وركود اقتصادي محتمل.
تراجع الدولار والأسهم التكنولوجية والبنكية
تأثر الدولار الأمريكي بشكل كبير، حيث سجل انخفاضًا بنسبة 1.6% أمام سلة من العملات، وهو أكبر تراجع يومي له منذ عام 2022. كما انخفض مؤشر KBW للبنوك بنسبة 9.9%، في حين فقدت شركة آبل أكثر من 250 مليار دولار من قيمتها السوقية بعد تراجع سهمها بنسبة 9.3%، وسط مخاوف من تأثير الرسوم على مصانعها في آسيا.
انهيار بأسواق الطاقة واندفاع نحو السندات
أسواق النفط لم تكن بمعزل عن الاضطراب، حيث هبط سعر خام برنت بنسبة 6.7% ليصل إلى 69.94 دولارًا للبرميل. وفي المقابل، اندفع المستثمرون نحو السندات الأمريكية كملاذ آمن، مما أدى إلى تقلبات كبيرة في عوائد السندات القصيرة الأجل.
ردود الفعل السياسية والاقتصادية
دافع ترامب عن قراراته مؤكدًا أنها تهدف إلى “استعادة التصنيع المحلي” و”تشجيع الاستثمارات”، مضيفًا أن “الأسواق ستنتعش والبلاد ستزدهر”. لكن التأثيرات السلبية بدأت في الظهور، حيث أعلنت شركة Stellantis عن تسريح مؤقت لـ900 عامل، وسط تحذيرات من ضرر قد يصيب اقتصادات كبرى مثل الصين وألمانيا، إضافة إلى دول صغيرة مثل ليزوتو وناورو التي فرضت عليها رسوم مرتفعة.
أوروبا ترد: فرنسا تلوّح بتعليق الاستثمارات
وفيما وصفت دول أوروبية هذه الخطوة بـ”العدائية”، هدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدعوة الشركات الأوروبية لتعليق استثماراتها في الولايات المتحدة. في المقابل، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن نيته تعزيز المفاوضات بشأن اتفاق تجاري جديد مع واشنطن رغم الضرائب المفروضة على الصادرات البريطانية.
