التشهير، الاعتقال، والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي: ثمن الاحتجاج في بريطانيا اليوم
بريطانيا اليوم: المعارضة مُجرّمة

في بريطانيا، أصبح أي احتجاج ضد السلطة يُعامل بشكل قاسي، سواء كان اجتماعًا احتجاجيًا بسيطًا أو مظاهرة سلمية. المثال الأخير على هذا الاتجاه هو اعتقال ست شابات في مقر اجتماعات الكويكرز في وستمنستر. ورغم تجمعهن السلمي لمناقشة قضايا مثل تغيّر المناخ والصراع في غزة، تم توقيفهن بتهم التآمر من قبل 20 ضابط شرطة.
التوقيفات التعسفية: استخدام أساليب قمعية ضد النشطاء السلميين
أحد المعتقلات، جينيفر كينيدي، كشفت أنها ليست ناشطة بل طالبة صحفية، وقد صودرت معداتها الشخصية مثل الهاتف والحاسوب والكاميرا. كما تم احتجازها بمعزل عن العالم الخارجي لمدة 16 ساعة، وهو إجراء يُستخدم عادةً في القضايا الأكثر خطورة مثل الإرهاب. وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية
الشرطة تتذرع بنقص الموارد بينما تُنفق الأموال على قمع الاحتجاجات
بررت الشرطة الإجراءات القاسية ضد مجموعة “شباب المطالب” بالادعاء بأنهم يخططون لـ “إغلاق لندن”، وهو اتهام غامض. رغم تصريحات الشرطة بشأن نقص الموارد، تم صرف 3 ملايين جنيه إسترليني العام الماضي فقط لقمع مخيم للمناخ شارك فيه أكثر من 1000 ضابط شرطة.
تزايد التباس بين الاحتجاج والتطرف
تجلى في السياسة البريطانية خلط متزايد بين الاحتجاجات السلمية وأعمال التطرف والإرهاب. أساليب مثل قطع الطرق، التي كانت جزءًا من الاحتجاجات لعقود، أصبحت الآن تُعتبر تهديدات حضارية. بينما تُغض الطرف عن أعمال الشغب من قبل فئات أخرى مثل المزارعين أو اليمين المتطرف.
الضغط السياسي وراء قمع الاحتجاجات
تسعى الشركات الكبرى والأوليغارشية، خاصة في قطاعي الوقود الأحفوري والدفاع، إلى إسكاة الاحتجاجات التي تتحدى سيطرتها. مراكز الأبحاث المدعومة من الشركات لعبت دورًا في دعم قوانين متطرفة مثل قانون الشرطة والجريمة لعام 2022، الذي يسهّل تقييد الاحتجاجات.
تحويل الاحتجاجات السلمية إلى تهديدات
تشويه سمعة الاحتجاجات، وخاصة تلك المتعلقة بقضايا مثل الإبادة الجماعية في غزة، حولت التجمعات السلمية إلى أهداف للريبة والخوف. حتى حزب العمال، الذي كان تاريخيًا داعمًا للاحتجاجات، بدأ في دعم التدابير التي تسمح للشرطة بمنع الاحتجاجات، مما يساهم في تقييد الحق في المعارضة.
قمع الاحتجاج هو الجريمة الحقيقية
في نهاية المطاف، لا يعدو كون الجريمة الحقيقية للنشطاء في دار اجتماعات الكويكرز أنهم تجرؤوا على تحدي هياكل السلطة التي تستفيد منها النخب. التاريخ يثبت أن جميع الحقوق والحريات تم تحقيقها من خلال الاحتجاج، وأن التهديد الحقيقي للأمة يكمن في قمع الاحتجاجات