الصين تخطط لإحياء مبادرة تصنيع متقدمة رغم الضغوط الأمريكية والتحديات العالمية
خطة بكين الجديدة تركز على تطوير التكنولوجيا وتعزيز الاعتماد على الذات

في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، يدرس الرئيس الصيني شي جينبينغ إطلاق نسخة محدثة من مبادرة “صُنع في الصين 2025″، بهدف تعزيز مكانة الصين كمركز عالمي للتكنولوجيا المتقدمة، على الرغم من الانتقادات الغربية التي تتهم بكين بإحداث اختلالات في التجارة العالمية.
خطة جديدة لتعزيز التصنيع المتقدم
بحسب مصادر مطلعة، يناقش صانعو القرار في بكين خطة صناعية جديدة تركز على تطوير معدات تصنيع الرقائق الإلكترونية والتقنيات المتقدمة، مع تجنب استخدام اسم “صُنع في الصين 2025” القديم لتفادي الانتقادات الغربية. تتزامن هذه الخطة مع إعداد الخطة الخمسية الجديدة التي تبدأ في 2026، والتي تهدف إلى الحفاظ على نسبة التصنيع ضمن الناتج المحلي الإجمالي بمستوى مستقر على المدى المتوسط والطويل.
مقاومة بكين للضغوط الأمريكية
رغم دعوات واشنطن لتحويل الاقتصاد الصيني نحو زيادة الاستهلاك المحلي، تستمر بكين في تركيزها على الإنتاج الصناعي. هذا يأتي في وقت تواجه الصين قيوداً أمريكية وأوروبية متزايدة على صادرات التكنولوجيا المتقدمة، وخاصة في قطاع أشباه الموصلات. وأكد الرئيس شي جينبينغ خلال زيارة لمصنع في مقاطعة خنان أهمية “تعزيز قطاع التصنيع والاعتماد على الذات في تطوير التقنيات الأساسية”، مؤكدًا أن التصنيع هو حجر الزاوية للأمن القومي وتوفير فرص العمل.
تحديات في تعزيز الاستهلاك المحلي
على الرغم من أن الاستهلاك يشكل حوالي 40% فقط من الناتج المحلي الإجمالي الصيني، وهي نسبة أقل بكثير من الاقتصادات المتقدمة، فإن الحكومة لم تتخذ خطوات كبيرة لزيادة هذه النسبة خلال العام الحالي. ويُعزى هذا التردد إلى غياب أدوات فعالة لتحفيز الإنفاق الأسري، مما يصعب تحديد أهداف رقمية واضحة لتعزيز الاستهلاك في الخطط المستقبلية.
تركيز متزايد على الصناعات الاستراتيجية
في ظل تصعيد الولايات المتحدة ضد الصين، بما في ذلك رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145% قبل تخفيضها إلى حوالي 40% بعد محادثات جنيف، تستمر واشنطن في فرض قيود صارمة على صادرات معدات تصنيع الرقائق، خصوصًا من شركات مثل ASML الهولندية وApplied Materials الأمريكية. هذا يدفع الصين إلى تسريع تطوير قدراتها المحلية في هذا القطاع الحيوي.
نجاحات جزئية في خطة “صُنع في الصين 2025”
وفقًا لبيانات Bloomberg Economics، حققت الصين تقدمًا كبيرًا في خمس من بين 13 تقنية رئيسية تتابعها، مع تقدم سريع في سبع تقنيات أخرى. وتشمل هذه المجالات السيارات الكهربائية، الطائرات التجارية، الروبوتات، أشباه الموصلات، والذكاء الاصطناعي.
نظرة مستقبلية: الإنتاج المحلي محور السياسات الاقتصادية
تواصل الصين الترويج لمفهوم “القوى الإنتاجية الجديدة” في صناعات مثل البطاريات والطاقة الشمسية، مع تركيز الخطط القادمة على تحقيق اختراقات في التكنولوجيا الأساسية. وتُظهر التقارير الرسمية إدراكًا متزايدًا لأهمية تعزيز الطلب المحلي لتحفيز النمو الاقتصادي.
الخلاصة: بكين مصممة على التحول الصناعي بحلول 2049
على الرغم من الضغوط الدولية، تبدو بكين عازمة على مواصلة نهجها الصناعي الطويل الأمد، مدفوعة بطموحها لأن تصبح قوة صناعية كبرى بحلول عام 2049، الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.