انفجار غامض على متن ناقلة نفط قبالة السواحل اليمنية ونداء استغاثة من الطاقم

قالت شركة «أمبري» للأمن البحري إن ناقلة نفط ترفع علم الكاميرون أصدرت نداء استغاثة عاجلاً عقب وقوع انفجار على متنها أثناء إبحارها على بعد نحو 60 ميلاً بحرياً جنوب مدينة أحور اليمنية، المطلة على بحر العرب.
وأوضحت الشركة أن طاقم السفينة أبلغ في نداء الاستغاثة عن رغبته في مغادرة الناقلة خشية تعرضها لمزيد من الأضرار أو اشتعال النيران، مؤكدة أن عمليات البحث والإنقاذ ما زالت جارية في المنطقة بمشاركة فرق بحرية إقليمية ودولية
غموض يلف أسباب الانفجار
لم تكشف شركة «أمبري» حتى الآن السبب الرئيسي وراء الانفجار، ولم تؤكد ما إذا كانت السفينة قد تعرضت لهجوم خارجي، سواء بصاروخ أو بطائرة مسيّرة.
كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، بينما أشارت مصادر ملاحية إلى أن المنطقة تشهد نشاطاً متزايداً لجماعات مسلحة منذ اندلاع موجة الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
يُذكر أن الحادث يأتي في وقت حساس تشهده الممرات البحرية الحيوية التي تربط بين قناة السويس ومضيق باب المندب، والتي تمر عبرها نسبة كبيرة من تجارة النفط العالمية.
خلفية: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن
منذ أواخر عام 2023، دأبت جماعة الحوثي على استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، بزعم ارتباطها بإسرائيل أو بشركات غربية تدعمها، فيما تصف الجماعة تلك العمليات بأنها تأتي في إطار “إسناد غزة”.
وقد تسببت تلك الهجمات في تعطيل حركة الشحن الدولية، وإعادة توجيه العديد من شركات النقل البحري مساراتها بعيداً عن الممرات اليمنية نحو طريق رأس الرجاء الصالح، ما رفع تكلفة الشحن العالمي بشكل كبير.
وتشير تقديرات منظمات دولية إلى أن أكثر من 60 هجوماً بحرياً تم تسجيلها في المنطقة منذ بداية عام 2024، ما دفع الولايات المتحدة وشركاءها إلى إطلاق عمليات دوريات بحرية مشتركة لحماية الملاحة.
تداعيات محتملة للحادث الجديد
يرى مراقبون أن حادث الناقلة الكاميرونية قد يزيد من المخاوف الأمنية في واحد من أكثر الممرات الملاحية حساسية في العالم، وقد يؤدي إلى تشديد الإجراءات الدولية لحماية السفن التجارية.
كما يُتوقع أن تُجري السلطات البحرية اليمنية والدولية تحقيقاً لتحديد سبب الانفجار وما إذا كان ناجماً عن خلل فني داخلي أو هجوم خارجي.
وتبقى المنطقة البحرية جنوب اليمن نقطة توتر دائمة، في ظل استمرار النزاع اليمني وامتداد تداعياته إلى البحر، ما يجعل كل حادث جديد بمثابة جرس إنذار إضافي للمجتمع الدولي بشأن هشاشة الأمن البحري في المنطقة.



