أرواح القناة”.. فيلم وثائقي من طلاب إعلام الإسكندرية يُجسد مأساة عمال السُخرة في حفر قناة السويس
فيلم طلابي من إعلام الإسكندرية يحصد جائزة أفضل وثائقي عن عمال السُخرة في قناة السويس

في إنجاز يُضاف لرصيد معهد الإسكندرية العالي للإعلام، حصد طلاب قسم الإذاعة والتلفزيون الجائزة الأولى عن فيلمهم الوثائقي الدرامي “أرواح القناة”، في حفل تكريم مشروعات التخرج، بعد أن أبهروا لجنة التحكيم والجمهور بقصة إنسانية صادمة أعادوا من خلالها أرواح عمال السُخرة الذين دفنهم التاريخ على هامش حفر قناة السويس.
فيلم وثائقي ديكودراما يعيد صياغة الذاكرة المصرية
“أرواح القناة” ليس مجرد مشروع تخرج عادي، بل هو عمل فني متكامل جمع بين عناصر الفيلم الوثائقي وتقنيات الدراما الصامتة، ليحكي واحدة من أكثر القصص قسوة في التاريخ المصري: قصة عشرات الآلاف من المصريين الذين أُجبروا على حفر قناة السويس بنظام السُخرة في القرن التاسع عشر، في ظروف لا إنسانية، دون مقابل، وتحت سياط القهر والجوع والعطش.
الفيلم كشف النقاب عن أرقام صادمة، حيث تُشير الوثائق إلى أن ما يقرب من 120 ألف عامل فقدوا حياتهم أثناء عمليات الحفر، دون أن يُسجل اسم واحد منهم، ودون قبور تخلد ذكراهم، ليكونوا ضحايا صامتين لمجد زائف صنعته أنظمة استعمارية على حساب أرواح البسطاء.
شباب يُعيدون كتابة التاريخ بلغة الفن
قرر فريق العمل من طلاب إعلام الإسكندرية أن تكون رسالتهم مختلفة، فبدلًا من التناول الأكاديمي المعتاد، قدّموا تجربة إنسانية غنية، جسّدوا فيها مشاهد من معاناة العمال بتمثيل صادق وحقيقي، حيث قام بعض أعضاء الفريق بتأدية الأدوار بأنفسهم، ليصل الإحساس مباشرة إلى قلب المُشاهد.
تم تنفيذ الفيلم باستخدام تقنيات تصوير احترافية، ومونتاج عالي الجودة، مع اعتماد كبير على التوثيق التاريخي والمصادر الرسمية، مما منحه قوة وعمقًا تجاوز المتوقع من مشروع طلابي.
إشادات وتحكيم: “أفضل إنتاج طلابي منذ سنوات”
حاز “أرواح القناة” على إشادات واسعة من لجنة التحكيم التي وصفت العمل بأنه “الأضخم والأكثر احترافية خلال السنوات الماضية على مستوى مشروعات الطلاب”، وأشادت بجودة الإخراج والتصوير والفكرة والطرح الإنساني المؤلم. كما حصد الفيلم المركز الأول كأفضل فيلم وثائقي ديكودراما.
الجمهور أيضًا لم يتمالك تصفيقه واندهاشه من عمق الفيلم وقيمته، حيث امتلأت القاعة بتعليقات الإعجاب والانبهار، مؤكدين أن ما شاهدوه يتجاوز بكثير مستوى مشروع تخرج، ليُضاهي أعمالًا إنتاجية احترافية.
فريق العمل
جاءت أسماء طاقم العمل على النحو التالي:
- عبدالرحمن هيكل – مخرج الفيلم
- يوستينا سامي فهيم – مخرج منفذ
- حبيبة أيمن – مدير التصوير
- منار مصطفى عبدالحليم حسن – مهندس صوت أول
- كارين مجدي – مهندس صوت ثاني
- ندى ممدوح محمود – سيناريو وحوار
- روان أشرف محمد – فكرة ومراجعة سيناريو
- دنيا حسن أحمد – ديكور
- روان إبراهيم – ملابس وإكسسوارات 1
- منة الله أشرف محمد – ملابس وإكسسوارات 2
- هاجر فوزي عبد الحفيظ – مدير إنتاج 1
- شروق نوري سلومة – مدير إضاءة
- فريدة محمد – مونتاج
- حسين عادل – مساعد مخرج
- رويدا محمد خضر – مساعد الانتاج
“عمال السُخرة الذين ماتوا وهم يحفرون القناة… دون أجر أو رحمة”
تأتي هذه الكلمات الصادمة ضمن رسالة الفيلم المؤثرة، التي اختزلت مأساة تاريخية كاملة في جملة واحدة: “عمال السُخرة الذين ماتوا وهم يحفرون بأيديهم قناة السويس، دون أجر، دون رحمة، دون حتى أن يُدوّن اسم واحد منهم على حجر أو شاهد”.
دعم أكاديمي من قلب المعهد
لم يكن هذا الإنجاز ليرى النور لولا الدعم المتواصل من أساتذة المعهد الذين وقفوا خلف الطلاب خطوة بخطوة. وتوجّه فريق العمل بجزيل الشكر إلى:
- الدكتورة شيرين جمال – أستاذ بقسم الإذاعة والتلفزيون، لدعمها الدائم وتوجيهاتها التي كانت حجر الأساس في خروج العمل بهذا الشكل.
- الدكتورة غادة اليماني – عميد معهد الإسكندرية العالي للإعلام، لحرصها على دعم وتمكين المواهب الشابة.
- الدكتورة دنيا عزت – دكتور مساعد، لتشجيعها المتواصل وحرصها على أن يظهر المشروع بأفضل صورة ممكنة.
“أرواح القناة” – صوت الشباب في وجه الصمت التاريخي
بفيلم “أرواح القناة”، أثبت طلاب إعلام الإسكندرية أن الفن يمكن أن يكون وسيلة لمداواة جراح الذاكرة، وأن صوت الشباب حين يحمل الوعي والإبداع، قادر على إحياء قضايا طواها الزمن، وإعادة رسم ملامحها بعد عقود من التجاهل.
إنه أكثر من مجرد فيلم… إنه وعد من جيل جديد بأن لا يمر الظلم دون شهادة، ولا تُدفن الحقيقة بلا من يُنصفها.