فيضانات تكساس 2025: مأساة إنسانية تكشف فشل نظام الإنذار والبنية التحتية في عهد ترامب
50 قتيلًا و27 فتاة مفقودة.. فيضانات تكساس تكشف ضعف البنية التحتية في ظل إدارة ترامب

في كارثة تُعد من الأسوأ في تاريخ ولاية تكساس الحديث، ضربت فيضانات مفاجئة منطقة “كير كاونتي” وأجزاء أخرى من وسط الولاية، لتخلف وراءها حصيلة مأساوية بلغت حتى الآن أكثر من 50 قتيلًا، من بينهم 15 طفلًا، لتصبح فيضانات تكساس 2025 أكبر كارثة في العام.
غير أن أكثر ما هزّ الرأي العام الأميركي والعالمي كان اختفاء 27 فتاة من معسكر صيفي مسيحي بعد أن اجتاحت الأمطار العنيفة ضفاف نهر “غوادالوبي”، ما أدى إلى ارتفاع منسوبه بشكل مرعب بلغ 8 أمتار خلال أقل من ساعة.

الصدمة لم تكن فقط في عدد الضحايا ولا في حجم الدمار، بل في الأسئلة الصعبة التي طرحتها الكارثة: أين كانت التحذيرات؟ وهل كان يمكن منع وقوع الكارثة؟ وكيف ساهمت السياسات الفيدرالية. خاصةً في ظل رئاسة ترامب الثانية، في تعميق هشاشة نظام الإنذار المبكر؟.
وبينما تبكي العائلات أبناءها وتبحث فرق الإنقاذ عن ناجين وسط الطين والحطام في تكساس. تُساق الاتهامات نحو إدارة ترامب وممارساتها التقشفية في قطاع الأرصاد الجوية.

في ما يلي عرض تفصيلي لأهم المحاور التي تكشف أبعاد كارثة فيضانات تكساس 2025 وتداعياتها المتشابكة:.
غرق المعسكر: لحظات الرعب في “كامب ميستيك”.
في لحظة خاطفة، تحوّل معسكر صيفي كان يضم نحو 750 فتاة إلى مسرح رعب. المياه داهمت الكبائن، وارتفع منسوب النهر 26 قدمًا في 45 دقيقة فقط.
إحدى الناجيات، الطفلة إلينور ليستر (13 عامًا)، وصفت اللحظة بأنها “مرعبة”. بينما لجأت فرق الإنقاذ إلى ربط الحبال بين الكبائن لجعل الفتيات يعبرن الجسر وسط مياه عاتية تلف أقدامهن.
أرقام مفزعة وخسائر تتزايد بسبب فيضانات تكساس 2025.
قتل ما لا يقل عن 43 شخصًا في مقاطعة كير وحدها، بينهم 15 طفلًا، بالإضافة إلى ثمانية قتلى آخرين في المقاطعات المجاورة. أكثر من 850 شخصًا تم إنقاذهم، وما يزال 27 فتاة من المعسكر في عداد المفقودين. أحد أقارب الضحايا كتب: “رينيه تم العثور عليها، لم تكن النتيجة التي صلينا من أجلها، لكنها كانت برفقة صديقاتها وتستمتع بوقتها.”
غياب نظام الإنذار يفاقم المأساة.
رغم أن إدارة الأرصاد الجوية أصدرت تحذيرات قبل 12 ساعة من الفيضان، يؤكد مسؤولون محليون أنهم لم يتلقوا إشعارات كافية. الكارثة كشفت عن غياب نظام إنذار فعال في المقاطعة. ما طرح تساؤلات حول فشل السلطات المحلية في تجهيز آليات استجابة مبكرة، خاصة في منطقة تُعرف باسم “ممر الفيضانات المفاجئة”.
ترامب تحت المجهر: تقليص الميزانيات يكلّف الأرواح.
مع اتساع رقعة الدمار، بدأ الجدل يتصاعد حول مسؤولية إدارة ترامب، التي نفذت منذ ولايتها الثانية تقليصات كبيرة في ميزانية دائرة الأرصاد الوطنية. مما أثار انتقادات واسعة. خبراء حذروا سابقًا من أن هذه التخفيضات قد تُضعف قدرات التنبؤ، وهو ما بدا واضحًا في الكارثة الأخيرة.
التغير المناخي يتدخل: فيضانات غير مسبوقة.
وفق بيانات الأرصاد، شهدت المنطقة ما يعادل أشهر من الأمطار في ليلة واحدة. العلماء يؤكدون أن الاحترار العالمي يزيد من احتمال الفيضانات المفاجئة، بسبب قدرة الغلاف الجوي الأدفأ على احتجاز كميات أكبر من الرطوبة. منذ عام 1900، ارتفع عدد أيام الأمطار الغزيرة في شرق تكساس بنسبة 20%، ومن المتوقع أن تزيد 10% إضافية خلال العقد المقبل.
قصص النجاة: رعب تحت الأمطار في فيضانات تكساس 2025.
شهادات الناجين جسدت قسوة اللحظة. إحدى الأمهات روت كيف لجأت إلى شجرة مع ابنها بعد أن اجتاحت المياه منزلها: “نجونا لأن ابني طوله أكثر من 6 أقدام”. وفي منزل من ثلاثة طوابق، اضطر رجل لنقل جدته البالغة 94 عامًا إلى العلية بينما المياه تخترق السقف.

غياب الاستعدادات يثير الغضب الشعبي.
رغم أن التحذيرات صدرت، يقول البعض إن غياب تنسيق فعّال بين السلطات والمحليات أدّى إلى وقوع الكارثة. أحد السكان قال: “لم نتلقّ أي إنذار على هواتفنا، فقط استيقظنا على جدار أسود من الموت”. المسؤولون أقرّوا بأنهم لا يملكون نظام إنذار متطور، لكنهم أصروا أن أحدًا لم يكن ليتوقع هذا الحجم من الكارثة.
السياحة النهرية… من الازدهار إلى الدمار.
نهر “غوادالوبي” لطالما كان رمزًا للهدوء وجذب السياح من أنحاء الولايات المتحدة إلى معسكراته الصيفية الشهيرة. لكن الكارثة الأخيرة تهدد هذا الاقتصاد الموسمي. وتفتح بابًا واسعًا لمطالب بتحديث البنية التحتية ووضع أنظمة إنذار مبكر أكثر كفاءة.
تسييس الكارثة: مؤتمر صحفي للمديح لا للحقائق.
ظهر الرئيس ترامب ومسؤولوه في مؤتمر صحفي، حيث بدأوا بسلسلة طويلة من المديح الذاتي قبل أن يضطروا تحت ضغط الصحفيين للكشف عن الأرقام الحقيقية للضحايا. معارضون اتهموا الرئيس باستغلال الكارثة لتلميع صورته، بدلًا من الاعتراف بأوجه القصور.
رسائل من الضحايا: الألم لا يزال في بدايته.
في مركز للم شمل العائلات، اختلطت دموع الفرح باليأس، حيث عانق البعض أحبائهم، فيما لا يزال الآخرون يبحثون في صفحات التواصل الاجتماعي عن أطفالهم. إحدى الفتيات في قميص “كامب ميستيك” الأبيض كانت تبكي في حضن والدتها، بينما وقف جندي حارسًا بجوارها وسط بركة من المياه.
خاتمة: من يتحمل المسؤولية؟
الكارثة في تكساس “فيضانات تكساس 2025” لم تكن طبيعية فقط، بل سياسية أيضًا. إنها نتيجة تراكمية للإهمال، وتقليص الدعم للبنية التحتية، والتقاعس عن مواجهة التغير المناخي. السؤال لم يعد ما إذا كانت الكوارث ستتكرر، بل كيف ستستعد الولايات المتحدة لها – وما الثمن الذي سيدفعه الأبرياء إذا لم تتغير السياسات.