اليوم الثاني من اختبار إنجلترا والهند في لوردز: بطء تكتيكي أم عودة لزمن الكريكت الكلاسيكي؟
اليوم الثاني من اختبار إنجلترا والهند في لوردز

في اليوم الثاني من ثالث اختبار بين إنجلترا والهند على ملعب لوردز، لا تزال المباراة متوازنة على الورق، لكنها تميل إلى الكلاسيكية أكثر من مغامرات “بازبول” المعتادة. بعد نهاية اليوم الأول، سجلت إنجلترا 251 مقابل أربع ويكيت في 83 أوفر، وهو ما اعتُبر وتيرة بطيئة بشكل غير مألوف في عهد بن ستوكس وبريندن مكالوم.
مباراة تعود إلى الخمسينيات؟
كتب تيم دي لايل في افتتاحية المتابعة الحية: “كأننا نتابع إعادة تمثيل تاريخي من حقبة ما قبل الحرب الباردة”، في إشارة إلى الوتيرة المتأنية التي شهدناها من جانب المنتخب الإنجليزي. الفريق الذي لطالما افتخر بروح المغامرة و”بازبول”، قرر فجأة التمهل، ولم يسجل سوى بمعدل 3.02 في الأوفر – الأبطأ منذ أن تولى ستوكس ومكالوم القيادة.
حرارة الجو… أم حرارة الضغط؟
ربما لعب الطقس دورًا، فالشمس ساطعة والحرارة مرتفعة، ما أثّر على أعصاب اللاعبين وتركيزهم. أو ربما هو وجود جاسبريت بومراه الذي، كما قال أحد المعلقين، “يجعل الجميع يتصرفون وكأنهم أمام الملكة إليزابيث في زيارة رسمية”.
اقرأ أيضًا :
أرشر وبومراه يشعلان المواجهة الحاسمة بين إنجلترا والهند
كلمات الجماهير: الحنين إلى البطء
أحد المتابعين، مارتن رايت، قال إن هذه الوتيرة البطيئة ليست بالضرورة أمرًا سيئًا: “إنها تشبه متابعة أخبار جبهة معركة تتقدم ببطء… ومع بازبول، لم نكن نلحق حتى نلتقط أنفاسنا”. وجهة نظر تجد بعض التأييد، خصوصًا بين المتابعين الذين يفضلون اختبار النفس الطويل.
إحياء قيمة الـ250؟
يقول القارئ كريش كريشنامورثي إن التكتيك الجديد جعل الجمهور يستهين بأي مجموع أقل من 300. “لكن لا تنسوا أن إنجلترا قد تسجل 500 وتخرج الهند بـ200… في يوم واحد!”، يضيف مازحًا.
بومراه والهيبة المعنوية
عودة بومراه تعني عودة انضباط تكتيكي في صفوف الهند، وهو ما دفع إنجلترا لتغيير نهجها المتسارع. بومراه، المعروف بسرعته وذكائه في قراءة الخصم، تسبب في التزام غير معهود من الإنجليز، الذين غالبًا ما يضربون الكرة بدون حساب.
الضغط على ستوكس… القائد البطيء
بن ستوكس، الذي واجه 102 كرة وسجل فقط ثلاث كرات إلى حدود الملعب، وجد نفسه في مرمى النقد بسبب بطء أدائه، رغم كونه رمز الثورة الهجومية الحديثة. بعض المراقبين قالوا: “حتى لو تعافى من الإصابة، ربما عليه أن يستبعد نفسه من التشكيلة القادمة بسبب البطء”.
الهند تراقب وتنتظر
الهند لم تبدأ الضرب بعد، لكنها في موقع مراقب جيد. متى ما دخلت إلى الملعب، سنرى ما إذا كانت سترد بالمثل عبر أسلوب تقليدي، أم ستكسر النمط وتعتمد على السرعة والمخاطرة.
المزاج الجماهيري: بين السأم والحكمة
الجمهور المنقسم بين من اعتاد الإثارة السريعة ومن لا يمانع الانتظار التكتيكي، وجد في هذا اليوم درسًا كلاسيكيًا: “الصبر مفتاح السيطرة”. بعض المحللين يرون أن إنجلترا تحاول استدراج الهند إلى لعبة طويلة النفس، وهو ما قد يؤتي ثماره لاحقًا.
تأثير الطقس والمزاج العام
في ظل الأجواء الحارة في لندن، اختار الجمهور التروي، مثل اللاعبين. المشاهدون في المدرجات جلسوا على المقاعد تحت الشمس، في صمت يشبه التأمل. حتى المعلّقون الرياضيون اضطروا لملء الوقت بتحليلات فلسفية عن الكريكت و”الزمن الجميل”.
اليوم الثالث يحمل المفاجآت؟
مع انتهاء اليوم الثاني، تبقى كل الاحتمالات قائمة. هل تعود إنجلترا لأسلوبها الهجومي فجأة؟ هل ترد الهند بضربات حاسمة؟ أم نشهد اختبارًا كلاسيكيًا من نوع ما يعيد البريق للكريكت البطيء؟
في انتظار الإجابة، تبقى الحقيقة أن لوردز لا يزال المسرح الأكبر… مهما كانت وتيرة العزف.