تركيا تبحر نحو الاكتفاء الدفاعي: أول مدمرة جوية محلية وزوارق “حصار” تعيد رسم خريطة القوة البحرية
تركيا تدشّن مرحلة جديدة في الصناعات الدفاعية

في ظل تسارع التوترات الجيوسياسية في البحار المحيطة بتركيا، من بحر إيجه إلى شرق المتوسط، تتحرك أنقرة بخطى واثقة لتعزيز قدراتها البحرية من خلال مشاريع دفاعية محلية نوعية. أحدث هذه المشاريع إعلان شركة “أسفات” الحكومية عن بدء تنفيذ أول مدمرة جوية محلية بالكامل، إلى جانب توقيع عقد لتصنيع أربع زوارق دورية من فئة “حصار”. خطوة تفتح صفحة جديدة في كتاب الصناعات الدفاعية التركية، وترسّخ طموح أنقرة نحو الاكتفاء الذاتي في ميدان السيطرة البحرية.
وبحسب موقع Breaking Defense، فإن تجميع المدمرة الجديدة، التي تحمل اسم TF-2000، سيجري من خلال نحو 60 وحدة تصنيع، على أن يتم الانتهاء من بنائها بحلول عام 2030. وتأتي الزوارق الجديدة ضمن برنامج “حصار”، المستند إلى تصميم كورفيت “أدا” التركي.
المدمرة TF-2000: حجر الزاوية في استراتيجية تركيا البحرية
بمساحة تقترب من ملعب كرة قدم، تُعد المدمرة الجديدة TF-2000 واحدة من أكثر السفن تطورًا في المنطقة، ويجري تجميعها من نحو 60 وحدة تصنيع محلية، على أن يتم تسليمها بحلول عام 2030.
أهم المواصفات:
الطول: 149 مترًا | العرض: 21 مترًا
منصة مروحية: قادرة على استيعاب طائرات بوزن 15 طن
القدرة التشغيلية:
البقاء في البحر حتى 45 يومًا دون تموين
مدى انتشار يصل إلى 180 يومًا دون دعم بري
عمر خدمة يتجاوز 40 عامًا
أنظمة التسليح والتقنيات:
نظام إطلاق عمودي (VLS) متعدد المهام
مدفع عيار 127 ملم ومدفع آلي عيار 25 ملم
منظومات CIWS للدفاع القريب
قاذفات طوربيد
رادارات متعددة، منها رادار بمصفوفة طورية
أنظمة توجيه بصري–كهربائي، إنذار ليزري، سونار أمامي ومنخفض التردد
محركات هجينة (ديزل/غاز) بسرعة تصل إلى 26 عقدة (48 كم/س)

زوارق “حصار”: تعزيز مرونة الانتشار الساحلي
إلى جانب المدمرة، يشمل العقد إنتاج 4 زوارق دورية من طراز “حصار”، وهي نسخة محسنة من كورفيت “آدا”، ما يرفع عدد قطع البرنامج إلى 10.
المواصفات الرئيسية:
الطول: 100 متر | العرض: 14 متر
المدى البحري: 4,500 ميل بحري (8,334 كم)
مدة التشغيل: حتى 21 يومًا دون تموين
السرعة القصوى: 24 عقدة (44 كم/س)
منصة مروحية: تدعم طائرات مثل S-70B Seahawk
تسليح الزوارق:
مدفع بحري 76 ملم
نظام دفاع قريب
رشاش آلي 12.7 ملم
صواريخ مضادة للسفن والغواصات
نظام إطلاق عمودي (VLS)
قراءة استراتيجية: تركيا تُراكم القوة البحرية في صمت
مع هذا الإعلان، تبدو تركيا عازمة على ترسيخ مكانتها كقوة بحرية إقليمية، تتجه نحو الاكتفاء الذاتي في إنتاج السفن القتالية والأنظمة الإلكترونية المعقدة. المشاريع الجديدة لا تعزز فقط الأمن البحري لتركيا، بل تفتح أيضًا الباب أمام فرص تصدير واعدة إلى حلفاء وشركاء إقليميين.
في وقت تتصاعد فيه التوترات البحرية وتزداد أهمية الهيمنة على الفضاءات البحرية، تمثل هذه الخطوات رسالة واضحة بأن أنقرة لم تعد تعتمد فقط على الحلفاء في تسليحها، بل باتت تملك القدرة على رسم مسارها الدفاعي بمعايير محلية الصنع.