ترامب يُشعل أزمة جديدة في شيكاغو: إلغاء مهرجانات المكسيكيين خوفًا من نشر القوات الفيدرالية

تشهد مدينة شيكاغو، ذات الكثافة السكانية المكسيكية الكبيرة، توترات متصاعدة بعدما دفعت خطط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لنشر قوات الحرس الوطني ووكلاء الهجرة الفيدراليين المنظمين إلى إلغاء فعاليات رئيسية مرتبطة بالاحتفال بيوم الاستقلال المكسيكي في 16 سبتمبر. القرار شكّل صدمة للمجتمع المحلي الذي اعتاد على هذه المهرجانات كجزء من هويته الثقافية وحضوره الاجتماعي.
قرارات الإلغاء تحت ضغط الخوف
أبرز الفعاليات الملغاة كان مهرجان “إل غريتو شيكاغو” الذي جذب أكثر من 24 ألف مشارك العام الماضي. المنظمون قالوا إن الاستمرار في تنظيمه “يضع المجتمع في خطر”، وهو ما لا يمكن تحمله وسط تهديدات بوجود حملات اعتقال موسعة. كذلك تم تأجيل عرض ووكغان إلى نوفمبر، وإلغاء مهرجان التراث اللاتيني في واكوندا.
تصريحات ترامب وتصاعد القلق
ترامب وصف شيكاغو بشكل غير دقيق بأنها “أخطر مدينة في العالم” وأكد “نحن قادمون”، معلنًا إرسال 230 عميلًا فدراليًا معظمهم من جهاز الجمارك وحماية الحدود. التصريحات أثارت غضبًا واسعًا، خاصة وأن الإحصاءات الرسمية تظهر انخفاض معدلات جرائم القتل في المدينة مقارنة بالعام الماضي، وأن المدن الأكثر عنفًا تقع في ولايات ذات ميول جمهورية.
موقف السلطات المحلية
حاكم ولاية إلينوي، جي. بي. بريتزكر، اتهم البيت الأبيض باستغلال توقيت الاحتفالات المكسيكية لاستهداف المهاجرين، محذرًا من أن الهجمات السياسية على المجتمع اللاتيني تهدد النسيج الاجتماعي. وقال في مؤتمر صحفي إن “الإدارة اختارت سبتمبر عمدًا لمهاجمة احتفالات الاستقلال المكسيكي التي تعد رمزًا ثقافيًا لمجتمعنا”.
مشاعر الغضب في المجتمع المكسيكي
شابة مكسيكية-أمريكية تدعى غالييلا مينديز عبرت عن شعورها بأن إلغاء المهرجان “صفعة في الوجه”، معتبرة أن السلطات الفيدرالية تسيء تصوير مجتمعها دون فهم واقعه. وفي أحد الأحياء المكسيكية بالمدينة، وُصف المشهد بالتوتر والقلق، حيث قال بعض المشاركين إن قلوبهم “تخفق خوفًا” من أي مداهمات مفاجئة أثناء الفعاليات.
خطاب تصعيدي من ترامب
الأزمة زادت اشتعالًا بعد أن نشر ترامب على منصة “تروث سوشيال” تدوينة قال فيها إن شيكاغو ستكتشف قريبًا “لماذا يُسمى البنتاغون وزارة الحرب”، مضيفًا: “أحب رائحة الترحيل في الصباح”، في اقتباس ساخر من فيلم “أبوكاليبس ناو”. الرد جاء سريعًا من الحاكم بريتزكر الذي وصف كلام ترامب بأنه “تهديد بحرب ضد مدينة أمريكية”، مشددًا أن ما يحدث “ليس طبيعيًا ولا يمكن اعتباره مزحة”.
انعكاسات أوسع
القضية لا تتعلق فقط بمهرجانات أُلغيت، بل تكشف عن تزايد الفجوة بين إدارة ترامب والمجتمعات اللاتينية في المدن الأمريكية الكبرى، كما تضع تساؤلات حول تداعيات هذه السياسات على العلاقة بين الحكومة الفيدرالية والولايات. وفي الوقت ذاته، تؤكد هذه التطورات المخاوف من أن تتحول سياسات الهجرة الصارمة إلى أداة سياسية تُقوّض الاستقرار الاجتماعي وتغذي الانقسامات العرقية.
اقرأ أيضاً
واشنطن تفتح الطريق أمام إنتاج دبابة أبرامز M1E3: نقلة نوعية في سلاح المدرعات الأميركي
تصاعد التوترات بين الفيدرالية والمجتمع المحلي
الأحداث في شيكاغو تكشف عمق الانقسامات بين الإدارة الفيدرالية والمجتمعات اللاتينية، حيث أدى قرار إلغاء المهرجانات إلى شعور بالخوف والغضب لدى السكان المحليين. الأزمة لا تقتصر على فعالية واحدة، بل تعكس مخاطر استخدام السياسات الفدرالية كأداة سياسية تؤثر على الهوية الثقافية والتماسك الاجتماعي، وتفتح الباب لتساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الحكومة والمجتمعات المتنوعة في المدن الأمريكية الكبرى.