انخفاض حركة البريد الدولي إلى الولايات المتحدة يربك 88 دولة حول العالم

أثارت القرارات الأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الطرود الصغيرة اضطرابًا واسعًا على مستوى البريد الدولي. الاتحاد البريدي العالمي كشف عن تعليق كامل أو جزئي لخدمات البريد مع الولايات المتحدة في 88 دولة، ما أثر على ملايين الشحنات التجارية والشخصية. قرار إلغاء الإعفاء الجمركي المعروف باسم “دي مينيميس”، الذي كان يسمح بدخول الطرود الأقل من 800 دولار دون رسوم، أدى إلى توقف 81% من حركة البريد في يوم واحد. الاتحاد الدولي يطور حلولًا تقنية عاجلة لضمان استعادة الخدمة وحماية مصالح شركات البريد والمستهلكين حول العالم.
تراجع البريد الدولي بنسبة قياسية
مع بدء تطبيق الرسوم الجمركية في 29 أغسطس، انخفضت حركة البريد الدولي إلى الولايات المتحدة بنسبة 81% مقارنة بالأسبوع السابق، وفق الاتحاد البريدي العالمي. هذا الانخفاض أدى إلى تعليق الخدمة بالكامل أو جزئيًا في 88 دولة، بينها ألمانيا، فرنسا، اليابان، الهند وأستراليا. شركات البريد الدولية تواجه تحديًا غير مسبوق لإعادة تنظيم جداول الشحن، وإدارة التكاليف، وضمان وصول الطرود في الوقت المحدد، مع الحفاظ على رضا العملاء وسط قيود جديدة ومعقدة.
إلغاء إعفاء “دي مينيميس” يثير الفوضى
قرار ترامب بإلغاء إعفاء دي مينيميس أزال الحماية الجمركية عن الطرود الأقل من 800 دولار، ما أثر على شحنات بقيمة 1.36 مليار دولار وصلت الولايات المتحدة في 2024. هذا القرار فاجأ شركات البريد العالمية، واضطرت لاتخاذ إجراءات عاجلة، تشمل تعليق بعض الخدمات وإعادة تقييم طرق النقل. الخبراء يحذرون من أن هذا التغيير قد يبطئ التجارة الإلكترونية الدولية، ويزيد التكاليف على المستهلكين، ويعيد تشكيل شبكة تبادل البريد بين الدول بشكل غير مسبوق.

حلول تقنية عاجلة لتجاوز الأزمة
ماساهيكو ميتوكي، المدير العام للاتحاد البريدي العالمي، أكد أن المنظمة تعمل على “تطوير سريع لحل تقني جديد يتيح استئناف نقل البريد إلى الولايات المتحدة”. الاتحاد، الذي يضم 192 دولة، يسعى لتقليل تأثير القرار الأميركي على المواطنين والشركات، وضمان استمرار التعاون الدولي. الحلول التقنية تشمل تحسين نظم تتبع الطرود، إعادة تنظيم مسارات الشحن، وتعديل آليات الحساب الجمركي لضمان قدرة شركات البريد على التكيف سريعًا مع اللوائح الجديدة.
اقرأ أيضاً
عون يطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل لتعزيز انتشار الجيش اللبناني
الدول المتضررة وأبرز شركات البريد
الأكثر تأثرًا تشمل أستراليا، النمسا، بلجيكا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، الهند، السويد، سويسرا، وكوريا الجنوبية. شركات كبرى مثل البريد الألماني والبريد الملكي البريطاني ومشغلي البريد في البوسنة والهرسك أوقفت خدماتها مؤقتًا أو جزئيًا. الاتحاد البريدي العالمي، الذي تأسس عام 1874 ومقره برن، يواصل تقديم توصيات عملية لتسهيل تبادل البريد الدولي وتحسين خدماته، محاولًا الحد من الخسائر التشغيلية وضمان استمرارية التجارة العالمية.