الحرب في أوكرانيا: الاروبيون يدعون للضغط على روسيا قبل محادثات ترامب-بوتين
مفاوضات محتملة وتصعيد عسكري: التوترات تتصاعد بين أوكرانيا وروسيا

أعرب القادة الأوروبيون عن أهمية مواصلة الضغط على موسكو وحماية مصالح أوكرانيا وأوروبا الأمنية مع اقتراب المحادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الأسبوع المقبل. وقد رحب القادة الأوروبيون بهذه الخطوة، لكنهم أشاروا إلى أن “مسار السلام في أوكرانيا لا يمكن تحديده دون أوكرانيا” وأن المفاوضات يمكن أن تتم فقط في إطار اتفاق على وقف إطلاق النار أو تقليص الأعمال العدائية.
التفاصيل:
في بيان مشترك من القادة الفرنسيين والإيطاليين والألمان والبولنديين والبريطانيين والفنلنديين ورئيس المفوضية الأوروبية، تم التأكيد على أن المفاوضات يجب أن تحترم سيادة أوكرانيا واحتياجاتها الأمنية. وأضاف البيان: “يجب أن يكون الحل المستقبلي حلاً يحمي مصالح أوكرانيا وأوروبا الأمنية الأساسية، بما في ذلك الحاجة إلى ضمانات أمنية قوية وموثوقة تمكن أوكرانيا من الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها بفعالية”.
وكان نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، قد اجتمع مع وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، وممثلين من أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين يوم السبت في منزل تشيفينينغ، لمناقشة دعوة ترامب للسلام. وأكد مسؤول أوروبي أنه تم تقديم اقتراح مضاد من قبل الممثلين الأوروبيين في الاجتماع، لكن لم يتم تقديم تفاصيل حول هذا الاقتراح.
الرد الأوكراني:
من جانبه، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في يوم السبت فكرة أن بلاده قد تتنازل عن أراضٍ لإنهاء الحرب مع روسيا، بعد أن اقترح ترامب أن يشمل اتفاق السلام “تبادل بعض الأراضي”. وقال زيلينسكي: “لن نقدم أي جوائز لروسيا مقابل ما فعلته، ولن يتنازل الأوكرانيون عن أراضيهم للاحتلال”. وأضاف في حديثه لشعبه: “طريق السلام لأوكرانيا يجب أن يُحدد معنا ومعنا فقط، هذا هو المبدأ الأساسي”. وأشاد زيلينسكي بالاجتماع في تشيفينينغ، قائلاً: “تم الاستماع إلى جميع حججنا”.
إجراءات وتصريحات من القادة الأوروبيين:
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية دور أوكرانيا في أي مفاوضات، مشيرًا إلى أن “مستقبل أوكرانيا لا يمكن تحديده دون الأوكرانيين الذين يقاتلون من أجل حريتهم وأمنهم منذ أكثر من ثلاث سنوات”. وأضاف على منصة “إكس” بعد اتصالاته مع زيلينسكي والمستشار الألماني فريدريش ميرز وزعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر: “سيكون الأوروبيون جزءًا لا يتجزأ من الحل، لأن أمنهم هو أيضًا في خطر”.
الهجمات الروسية والمقاومة الأوكرانية:
في غضون ذلك، تعرضت مدينة خيرسون الأوكرانية يوم السبت إلى هجوم بالطائرات بدون طيار من قبل روسيا، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 16 آخرين بعد أن أصابت الطائرة الحافلة الصغيرة في ضواحي المدينة، وفقًا لحاكم المنطقة أولكسندر بروكودين. كما لقي شخصان آخران حتفهما إثر هجوم مشابه في منطقة زابوريجيا. من جهة أخرى، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها اعترضت 16 طائرة من أصل 47 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا أثناء الليل، بينما أصابت 31 طائرة أهدافًا في 15 موقعًا مختلفًا.
دفاعات روسيا الجوية:
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن دفاعاتها الجوية تمكنت من إسقاط 97 طائرة مسيرة أوكرانية فوق روسيا والبحر الأسود أثناء الليل، بالإضافة إلى إسقاط 21 طائرة أخرى صباح السبت.
تتواصل التوترات في الحرب بين أوكرانيا وروسيا مع استمرار تبادل الهجمات العسكرية والمواقف السياسية، في وقت تجري فيه الاستعدادات لمفاوضات محتملة بين ترامب وبوتين. يظل الطريق إلى السلام غامضًا، حيث لا تزال أوكرانيا تصر على أنها ستكون طرفًا رئيسيًا في أي مفاوضات تتعلق بمستقبلها وأراضيها.



