زيلينسكي يعرض مساعدة أوروبا في مواجهة هجمات الطائرات الروسية

عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساعدة بلاده لأوروبا في مواجهة موجة الهجمات بالطائرات المسيّرة الروسية، محذراً من أن بعضها قد يُطلق من البحر البلطيق، ما يجعل التعامل معها أكثر تعقيدًا.
دعوة لبناء “درع مشترك”
خلال مشاركته في منتدى أمني بالعاصمة البولندية وارسو، قال زيلينسكي إن أوكرانيا مستعدة لتقديم خبرتها في التصدي للمسيّرات والصواريخ الروسية لبولندا وجميع الشركاء الأوروبيين.
شدد على أن بلاده قادرة على مواجهة “جميع أنواع الطائرات المسيّرة والصواريخ الروسية”، مؤكدًا أن خسارة روسيا لقدرتها على الضربات الجوية ستعني “عجزها عن مواصلة الحرب”.
تصاعد الهجمات على أوروبا
بولندا، رومانيا، والدنمارك تعرضت في الأسابيع الأخيرة لإختراقات متكررة بالطائرات المسيّرة، أدت إلى إغلاق مطارات رئيسية بينها مطار كوبنهاغن.
ميت فريدريكسن، رئيسة وزراء الدنمارك، اتهمت روسيا بالمسؤولية عن هذه “الهجمات الهجينة”، رغم أن السلطات لم تتمكن بعد من إسقاط أي طائرة وفحص حطامها.
زيلينسكي أشار إلى أن هناك أدلة متزايدة على أن روسيا تستخدم ناقلات في البحر البلطيق كمنصات لإطلاق المسيّرات، وهو ما يفرض على أوروبا – برأيه – حق إغلاق المضايق والمسارات البحرية لحماية أمنها.
ردود الفعل الأوروبية
بولندا: رئيس الوزراء دونالد توسك وصف حجم هذه الهجمات بأنه بمثابة إعلان حرب من نوع جديد، مؤكدًا: “لم نختر هذه الحرب، لكنها مفروضة علينا”.
ألمانيا أعلنت إرسال 40 جنديًا إلى الدنمارك للمساعدة في كشف المسيّرات والتصدي لها.
فرنسا سترسل مروحية عسكرية و35 جنديًا إضافيًا.
بريطانيا أرسلت نظامًا لمكافحة المسيّرات لتعزيز قدرات الدفاع الجوي الدنماركي.
السويد أعلنت تزويد كوبنهاغن برادارات إضافية ونظام مضاد للمسيّرات مع تعزيزات شرطية.
الموقف على الحدود الرومانية
وزير الدفاع الروماني أكد العثور على حطام جديد لمسيّرات قرب مدينة تولتشا على الحدود مع أوكرانيا.
قبل أسبوعين، إعترفت رومانيا بدخول مسيّرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد” إلى مجالها الجوي لمدة 50 دقيقة قبل أن تعود إلى أوكرانيا.
خبرة أوكرانيا في الحرب الجوية
أوكرانيا تتعرض يوميًا تقريبًا لموجات من الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة والصواريخ منذ أكثر من ثلاث سنوات.
بفضل مزيج من الدفاعات الجوية، الطائرات المقاتلة، أنظمة التشويش، والتكتيكات الدفاعية، تمكنت كييف من إسقاط أو تحييد أكثر من 90% من الأهداف الروسية.
في عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت أو عطلت 566 من أصل 593 طائرة مسيّرة روسية خلال قصف استمر 12 ساعة.
تصريحات زيلينسكي تمثل محاولة لدفع أوروبا إلى تنسيق دفاعي أوسع ضد التهديدات الجوية الروسية، مستفيدًا من خبرة أوكرانيا المباشرة في الحرب. وبينما تتزايد الأدلة على استخدام روسيا البحر البلطيق كقاعدة لإنطلاق المسيّرات، يبقى التحدي الأكبر أمام أوروبا هو سد فجوات دفاعها الجوي وتوحيد استجابتها في مواجهة ما وصفه قادتها بأنه “حرب هجينة” تزداد خطورتها يومًا بعد يوم.
اقرأ أيضاً: