السيد الأعرج يكتب | المعلم المصري شريك التنمية وصانع المستقبل في اليوم العالمي للمعلم

يحتفل العالم يوم 5 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمعلم، وهو مناسبة دولية أطلقتها اليونسكو منذ عام 1994 لتسليط الضوء على قيمة المعلمين حول العالم، والاعتراف بالجهود التي يبذلونها في بناء العقول وصنع مستقبل الأجيال.
ويأتي الاحتفال هذا العام في وقت حساس، حيث يشهد العالم تغييرات تعليمية وتكنولوجية كبيرة، ما يفرض على الدول، بما فيها مصر، إعادة النظر في أهمية المعلم ودوره الحيوي في تطوير المجتمعات. إن المعلم المصري هو العمود الفقري لأي إصلاح تعليمي، وهو شريك في صناعة القرار وباني العقول، وليس مجرد ناقل للمعلومة.
تتجلى مكانة المعلم أيضًا في الرسائل الدينية والأدبية. فالقرآن الكريم يكرم من يسعى إلى العلم، كما جاء في قوله تعالى:
“اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم” [العلق: 1-3]
وتؤكد هذه الآيات على أن المعلم هو من ينقل العلم ويغرس القيم في النفوس، ويعتبر رمزًا للشرف والمكانة الرفيعة في المجتمع.
كما يقول الشاعر:
“المعلم نبراس العلم في ظلمة الجهل،
يسقي العقول فتزهر القلوب بالحلم.”
وهكذا يظهر المعلم المصري كعنصر أساسي في التنمية، وصانع المستقبل، وقائد للتغيير في المجتمع.
المعلم المصري محور التنمية واستراتيجية الدولة 
تعتبر وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أن المعلم حجر الزاوية في تطوير التعليم، وأن الاستثمار في المعلم هو استثمار مباشر في مستقبل الأجيال. فبدون معلم متمكن ومؤهل، لن تتحقق أهداف الإصلاح التعليمي أو التقدم في جودة التعليم.
وجّه الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، رسالة بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، مؤكداً:
“المعلم هو الشعلة التي تُنير طريق الأجيال، والقدوة التي نغرس بها القيم ونبني بها العقول، والأساس الذي تقوم عليه نهضة الأمم.”
المعلم شريك في صناعة القرار
شدد الوزير على أن المعلم ليس منفذًا فقط، بل شريك أساسي في صناعة القرار داخل المنظومة التعليمية. فهو يشارك في:
تطوير المناهج التعليمية.
اختيار أدوات التدريس الرقمية والتقليدية.
وضع أساليب مبتكرة للتقييم والتعليم.
يُبرز هذا دور المعلم المصري كعنصر استراتيجي في صياغة سياسات التعليم، ويضمن أن يكون لديه القدرة على التأثير المباشر على جودة التعليم ومستقبل الطلاب.
استثمار مستمر في المعلمين
تركز الوزارة على تطوير مهارات المعلمين باستمرار، وتمكينهم بالأدوات الرقمية اللازمة لمواكبة العصر الحديث، وتوفير برامج تدريبية حديثة، تشمل:
التدريب على استخدام المنصات التعليمية الرقمية.
تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي.
إعداد المعلمين لمواجهة التحديات التكنولوجية والتعليمية.
“المعلم المصري رمز العطاء وباني العقول وصانع المستقبل، وستظل الوزارة حريصة على دعمه ووضعه في قلب خطط التطوير والتحديث”، بحسب الوزير.
ويقول الشاعر أيضًا:
“من علّم الناس الخير فقد زرع في الأرض نورًا،
ومن زرع نورًا في القلوب أضاءت الأمم كلها.”
أهمية اليوم العالمي للمعلم: تقدير عالمي ودعم محلي
يعود الاحتفال باليوم العالمي للمعلم إلى توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين، التي تحدد حقوق وواجبات المعلمين بدءًا من الإعداد وحتى ظروف العمل.
أهداف اليوم العالمي للمعلم

تقدير الدور التعليمي للمعلمين: الاعتراف بالمعلم كمهندس بشري وركيزة للتنمية المستدامة.
جذب الكفاءات الجديدة إلى المهنة: تحسين الظروف المهنية والمادية لضمان استقطاب الشباب والكفاءات.
تمكين المعلمين رقميًا: تجهيز المعلمين بالمهارات الرقمية اللازمة لمواكبة التعليم الحديث.
ويؤكد القرآن الكريم على مكانة التعليم:
“وقل رب زدني علماً” [طه: 114]
تطوير التعليم في مصر: المعلم قلب الاستراتيجية
تسعى مصر إلى تطوير منظومة التعليم وفق المعايير الدولية، مع التركيز على المعلم المصري كركيزة أساسية للتنمية.
محاور التطوير الأساسية
تحديث المناهج التعليمية: التركيز على التفكير النقدي وحل المشكلات، مع دمج التكنولوجيا الحديثة.
تمكين المعلمين رقميًا: تدريب المعلمين على استخدام الأدوات الرقمية والمنصات التعليمية الحديثة.
رفع كفاءة المعلمين: برامج مستمرة لتطوير مهارات المعلمين في جميع التخصصات.
تشجيع البحث العلمي والإبداع: دعم المعلمين للمشاركة في مشاريع ابتكارية ومبادرات تعليمية جديدة.
يقول الشاعر: “المعلم منارة، بفضله ينهض المجتمع، وبعلمه تزدهر الحياة.”
اقرأ أيضاً: السيد الأعرج يكتب | ليلة باريسية من ذهب… ديمبيلي يتوج بالكرة الذهبية وبونماتي تحكم عالم السيدات
المعلم وصناعة الجيل القادم

تتجاوز مهمة المعلم مجرد نقل المعلومات، لتشمل غرس القيم، تعزيز السلوكيات الإيجابية، وتنمية المهارات الحياتية. فالطلاب يحتاجون إلى معلم قادر على تهيئتهم ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، قادرين على الابتكار والمساهمة في التنمية المستدامة.
دور الأسرة والمجتمع في دعم المعلم
يجب أن يشمل الاحتفال باليوم العالمي للمعلم الأسرة والمجتمع، وذلك عبر:
تقدير المعلمين في الحياة اليومية.
خلق بيئة تحفز على التعليم والتعلم.
المشاركة في الأنشطة التعليمية والمدرسية.
والدراسات تشير إلى أن المعلم المقدر في المجتمع يعزز التحصيل الدراسي، يقلل المشكلات السلوكية، ويزيد من فاعلية التعليم داخل الفصل.
التحديات العالمية للمعلم
يواجه المعلم تحديات عديدة عالميًا، أبرزها:
نقص المعلمين في بعض الدول.
التطور التكنولوجي السريع، الذي يتطلب تطوير مهارات رقمية متقدمة.
تحسين الأوضاع المهنية والمادية لضمان جذب الكفاءات الشابة.
ويأتي اليوم العالمي للمعلم لتسليط الضوء على هذه التحديات وإيجاد حلول عملية لتحسين بيئة التعليم.
تكريم المعلم بالأدب والشعر
“يا معلم الأجيال يا نبراس الحياة
في العلم والمعرفة لك كل الاحتفالات
تغرس القيم في القلوب قبل العقول
وتبني المجد للأمة بكل البراعات”
المعلم في القرآن الكريم
القرآن الكريم يكرم المعلم ويضعه في مرتبة عالية، كما في قوله:
“اقرأ باسم ربك” و**”وقل رب زدني علماً”**
وهذه الآيات تؤكد أن المعلم هو من يسهم في نقل المعرفة وغرس القيم.
المعلم صانع المستقبل

يمثل اليوم العالمي للمعلم فرصة للاحتفاء بالمعلمين في مصر والعالم، فالمعلم هو باني العقول وصانع المستقبل. كل جهد يبذله اليوم يعود على المجتمع بالنمو والازدهار، ويشكل الركيزة الأساسية لأي إصلاح تعليمي ناجح.
يقول الشعر:
“المعلم نور في ظلمات الجهل،
يسقي العقول فتزهر القلوب بالحلم.”
في الختام، يظل المعلم المصري رمزًا للعلم والعطاء، وصانعًا حقيقيًا لمستقبل الأجيال. فكل جهد يبذله اليوم، وكل فكرة يزرعها في عقول الطلاب، تتحول غدًا إلى مجتمع متعلم ومزدهر.
إن الاحتفاء بالمعلم في اليوم العالمي للمعلم ليس مجرد تقدير رمزي، بل هو استثمار حقيقي في الإنسان والمجتمع، ورسالة لكل الأجيال بأن التعليم والمعرفة هما الأساس لكل نهضة وتقدم. فالمعلم هو شعلة لا تنطفئ، وركيزة البناء لأي أمة طموحة، ويدعونا جميعًا إلى تكريمه ودعمه في كل لحظة من مسيرته التعليمية.