الصحة والتعليم

فن تهذيب الطفل العنيد خطوات بسيطة تبني طفلاً متفهماً وواثقاً

العناد في الأطفال من أكثر السلوكيات التي ترهق الأهالي، لأنه يجعل التربية شيئًا صعبًا، ويجعل الاستجابة للتوجيه أكثر تعقيدًا. الطفل العنيد غالبًا لا يستجيب للأوامر لمجرد الرفض، بل لأنه يريد أن يظهر أنه يتحكم في ذاته ويؤكد استقلاله. التعامل معه يحتاج إلى فن، وصبر، وذكاء، وهدوء في ردود الأفعال حتى لا يتحول العناد إلى طباع وعادة دائمة في شخصيته.

الاستماع المنصت الجيد للطفل

عندما يتحدث الطفل ويبدأ في الكلام، يجب الاستماع إليه جيدًا، لأن سماع كلامه يجعله يشعر بأن رأيه مسموع وأنه يهمك. هذا الإحساس يقلل من مقاومته، ويهديه، ويجعله أكثر استعدادًا للتعاون والاستقبال.

إظهار التعاطف والتفهم والتقدير لمشاعره

من المهم أن يشعر الطفل بأن أمه وأباه يفهمان ما يشعر به، فالعناد غالبًا وسيلة للتعبير عن شعوره بأنه غير مسموع أو للرفض. عندما يشعر بأن مشاعره مفهومة ومقدّرة، يهدأ ويصبح أكثر مرونة.

وضوح القواعد والثبات عليها

من الضروري أن تكون العلاقة مع الطفل قائمة على قواعد ثابتة وواضحة له. التراجع المتكرر عن القرارات المتفق عليها يجعله يدرك أنه بإمكانه تغييرها بالضغط والمواقف. الثبات في المبدأ يوصل له معنى الانضباط ويقلل من محاولات التمرد والاعتراض.

تجنب التراجع عند ظهور المشكلات

عندما يبدأ الطفل في افتعال المشكلات، لا يجب أن يكون رد الفعل هو الرجوع عن القواعد الواضحة. هذه الطريقة تعزز عنده فكرة أنه قادر على العناد والتغيير كوسيلة ناجحة للحصول على ما يريد. الثبات هنا هو مفتاح السيطرة، ويجب أن يكون بهدوء.

مكافأته على السلوك الإيجابي

عندما يقوم الطفل العنيد بتصرف جيد أو يلتزم بما طُلب منه، يجب إظهار المدح والتقدير له. كلمات التشجيع تجعله يشعر بقيمته وتقويه على تكرار السلوك الذي أدى إلى مدحه بدلاً من المقاومة والعناد.

نشر لغة التفاهم بدلاً من الانتقاد

يفضل أن يشعر الطفل بأن العلاقة بينه وبين أهله مبنية على تفاهم واحترام من الطرفين، لا على أوامر وصوت عالٍ. الطفل العنيد يميل أكثر للحوار المريح والشرح والتفاهم.

الثبات على المبدأ دون قسوة

الثبات لا يعني الجمود أو القسوة، بل يعني وضوح الرسالة والمداومة عليها دون انفعال تجاه الطفل العنيد. الطفل يحتاج أن يفهم أن التفاهم والحب لا يتعارضان أبدًا مع الحزم، وأن الهدوء لا يعني الرضوخ.

بهذه الطريقة المتوازنة بين القوة والرحمة والحزم والاحتواء، يمكن قدر المستطاع تحويل العناد من مشكلة معقدة إلى وسيلة لبناء شخصية قوية وقادرة على التعبير عن نفسها بطريقة رحيمة، دون عناد أو تمرد، لأنه نابع من الفهم وليس الضغط.

اقرا ايضا:

دعم سوريا ما بعد الأسد: السعودية تؤكد قرب إطلاق استثمارات ضخمة وصندوق النقد يدعم بناء المؤسسات

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى