“أونروا” ترد على روبيو: اتهامات بلا أدلة ونعمل في غزة بحياد أممي

في رد قوي على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن المزاعم التي تشير إلى كونها “ذراعًا لحركة حماس” لا تستند إلى أي دليل واقعي أو تقارير موثوقة. وقال الدكتور عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم الوكالة، إن “أونروا” تعمل في غزة ضمن إطار من الحياد الكامل وتحت رقابة الأمم المتحدة، مشددًا على أن جميع أنشطتها تخضع لتدقيق دوري من مؤسسات أممية مستقلة. وتأتي هذه التصريحات في وقت يثير فيه الموقف الأمريكي جدلًا واسعًا حول مستقبل الوكالة في القطاع، خصوصًا بعد إعلان روبيو أن واشنطن لن تسمح لها بالاضطلاع بأي دور هناك، وأن جهات أخرى ستتولى المهام الإغاثية بدلًا منها.
قرار أممي يعيد التأكيد على استقلال الوكالة
أوضح أبو حسنة، في تصريح لقناة “القاهرة الإخبارية“، أن القرار الأخير لمحكمة العدل الدولية أعاد تثبيت الموقف القانوني لأونروا كمنظمة مستقلة ومحايدة، لا تخضع لأي جهة سياسية أو فصيل محلي. وأشار إلى أن المحكمة شددت على أن الاتهامات الموجهة إلى الوكالة تفتقر إلى الأساس القانوني، وأن عملها الإنساني في غزة يتم بإشراف مباشر من الأمم المتحدة. واعتبر أبو حسنة أن الاتهامات الأمريكية الأخيرة ليست سوى استمرار لمحاولات الضغط على الوكالة بهدف تهميش دورها التاريخي في دعم اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدًا أن “أونروا” ستواصل أداء واجبها الإنساني رغم ما تتعرض له من تشويه سياسي متعمد يهدف إلى سلبها شرعيتها الدولية.
حملة سياسية متجددة منذ عهد ترامب
أضاف المتحدث باسم الوكالة أن الهجوم على “أونروا” ليس وليد اللحظة، بل بدأ منذ عام 2018 حين قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف التمويل عنها، رغم إشادة مسؤولين أمريكيين آنذاك بجودة مناهجها التعليمية ومدارسها التي تُرسخ قيم التعايش والسلام. وأوضح أن هذا التناقض الواضح في الموقف الأمريكي يثبت أن الانتقادات الموجهة للوكالة ذات دوافع سياسية بحتة، لا علاقة لها بالأداء المؤسسي أو المهني. وأكد أن “أونروا” أثبتت التزامها الكامل بالمعايير الدولية في التعليم والإغاثة، مشيرًا إلى أن جميع برامجها تُراجع دوريًا من قِبل الأمم المتحدة والجهات المانحة لضمان الشفافية والمساءلة.
الشفافية كضمان للاستقلالية
أكد أبو حسنة أن وكالة “أونروا” تقدم سنويًا قوائم بأسماء أكثر من 33 ألف موظف للدول المضيفة، بما فيها إسرائيل، التي لم تُبد أي اعتراض على تلك القوائم منذ أكثر من 15 عامًا. وقال إن هذا التعاون المستمر دليل على نزاهة الوكالة وشفافيتها، وأن اتهامات واشنطن لا تصمد أمام الحقائق الميدانية. وشدد على أن جميع موظفي الوكالة يخضعون لمعايير توظيف صارمة تشمل مراجعة الخلفيات الأمنية والمهنية، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تتابع عمل “أونروا” بشكل مباشر وتضمن امتثالها الكامل للقوانين الدولية. وأضاف أن استمرار الوكالة في عملها يعكس ثقة المجتمع الدولي في دورها الإنساني داخل الأراضي الفلسطينية.
أونروا.. حضور إنساني رغم الضغوط
رغم ما تواجهه من حملات سياسية وتشكيك متكرر في نواياها، تواصل وكالة “أونروا” أداء رسالتها تجاه ملايين اللاجئين الفلسطينيين في غزة وسائر مناطق عملياتها. ويؤكد مسؤولوها أن وجودها ليس مجرد خيار إداري بل التزام دولي بموجب قرارات الأمم المتحدة التي تكفل حق اللاجئين في المساعدة والعيش بكرامة. وبينما تتصاعد الأصوات المطالبة بوقف تمويلها، تُصر الوكالة على أن الحياد والشفافية يظلان أساس عملها، وأنها ستواصل تقديم خدماتها في التعليم والصحة والإغاثة رغم التحديات. فبالنسبة للفلسطينيين، تبقى “أونروا” رمزًا للأمل والاعتراف الدولي بمعاناتهم وحقهم في العدالة والعودة.



