فايننشال تايمز: المعاهدات النووية تقدم نموذجًا للتعامل مع مخاطر الذكاء الاصطناعي

دعا ويل مارشال، الرئيس التنفيذي لشركة الأقمار الصناعية Planet، إلى تبني نهج دولي منسق للتعامل مع المخاطر الوجودية للذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن المعاهدات النووية التي وُقعت خلال الحرب الباردة يمكن أن تكون خارطة طريق لتنظيم هذا المجال سريع التطور.
قال مارشال إن النقاشات الحالية حول أخطار الذكاء الاصطناعي، رغم كثرتها، “ما زالت سطحية وغير كافية”، مؤكدًا أن العالم يفتقر إلى أي معايير أو آليات قانونية دولية للحد من مخاطر “الذكاء الفائق” الذي قد يتجاوز قدرة البشر على السيطرة.
وأوضح أن التنظيم الدولي المشترك هو السبيل الوحيد لتفادي الكارثة، منتقدًا الحجج التي تقول إن تقييد الشركات الأمريكية سيمنح الصين تفوقًا تكنولوجيًا، واصفًا ذلك بـ“تفكير اللعبة الصفرية” الذي يتجاهل دروس التاريخ.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، رغم العداء العميق بينهما، تمكّنا خلال الحرب الباردة من التوصل إلى معاهدات كبرى مثل معاهدة الحد من الأسلحة الإستراتيجية (SALT) ومعاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية، بفضل مفاوضات طويلة وجهود علمية مستقلة مثل مؤتمرات “بوغواش” التي أطلقها أينشتاين وبيرتراند راسل عام 1955.
واقترح مارشال إنشاء هيئة دولية جديدة على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة وتفتيش مراكز البيانات التي تُستخدم لتدريب النماذج المتقدمة، باستخدام الأقمار الصناعية وعمليات تحقق مستقلة.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي، بخلاف السلاح النووي، تُطوره شركات وليس دولًا، مما يزيد من تعقيد التحقق والمساءلة، لكنه شدد على أن ذلك “لا يجعل التنسيق مستحيلًا”.
واختتم قائلاً إن على المجتمع الدولي أن يبدأ “بوغواش رقمية” عاجلة تجمع العلماء وصناع القرار لبناء إطار يمكن التحقق منه لتنمية آمنة للذكاء الاصطناعي، قبل أن يفرض الواقع أزمة تعادل “أزمة الصواريخ الكوبية” في التاريخ النووي



